الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من وساوس الشك بالدين.. فهل أنا محاسبة على أفعالي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد نصيحتكم، فأنا مصابة بالوسواس القهري الديني، وساوس شديدة لدرجة أنني أخاف من فقدان عقلي، والوسواس في بعض الأحيان يجبرني على فعل ما لا أحبه، مثل السخرية من الدين، أو ارتكاب شيء محرم، ولا أعلم ماذا أفعل؟

لدي فكرة تراودني دائما حينما أفكر في إغلاق الوسواس كليًا، يقول لي الشيطان لعلك في يوم من الأيام سببتي الله متعمدة وليس بسبب الوسواس، فأنا لا أعلم ماذا أفعل؟

يشككني الوسواس في أفعالي العادية، ولا أقصد الأفعال المحرمة بل المباحة، أتكلم بكلام مباح فيقول أنت تقصدين كذا وكذا، أي تريدين سب الله والدين، أحاول أن أبرر لنفسي فلا أستطيع، وأنا أحب الله والدعاء والقرب منه، ولكن الشيطان يراودني كلما شعرت بالراحة وأحسست بقرب الله.

عندما أقرأ القرآن يهاجمني الوسواس بشدة، ويشككني في القرآن وفيما جاء فيه، فأنا أقرأ القرآن وأتأمل إعجازه مثل آية (مرج البحرين يلتقيان)، وأنا متيقنة بأنها حقيقة، ولكنني أعود إلى قراءة العلم الحديث حتى أقنع نفسي، فيوسوس لي الشيطان ويقول لو أنك مؤمنة لما بحثت عن الإجابة؟ أنت تشكين بالقرآن، كل ما أريده هو أن تذهب هذه الفكرة، وأن أسكت إلحاحها، ولكنها تزيد عندي.

ودائما يوسوس لي الشيطان ويقول أن علم الحديث لا يتوافق مع الشرع، وأنا متيقنة بأنه يتوافق، ويشككني الوسواس في وجوب أركان الصلاة، وأذهب وأبحث عن حكم وجوبها، فإذا قمت بالبحث عن تلك المسألة يوسوس لي ويخبرني بأن من ينكر شيئا في الدين فهو كافر، وأنا خائفة من غضب الله، والله أنا مصدقة بكل ما جاء به النبي، وأعلم أنه الحق من الله، أعيش في قلق شديد وتعب نفسي من هذه الأفكار، فهل أنا محاسبة على ذلك؟ فأنا أنطق الشهادة وأكررها دائما خشية أن يأخذني الموت وأنا كافرة.

أعتذر عن الإطالة، ولكنني محتاجة لنصيحتكم لي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنوتر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالوسواس القهري هو فكرة تأتي غصباً عن الشخص وتتكرر، يحاول مقاومتها ولا يستطيع، وتحدث له حالة القلق والتوتر، وأحياناً يستجيب لها أو يأتي بأفعال لخفض القلق والتوتر، وهذا ما يحدث معك، أنك تعانين من مرض وهذا المرض هو الوسواس القهري، ولست تتصنعي أو تفعلي هذه الأشياء بإرادتك، ولكنها تأتي غصباً عنك.

و-إن شاء الله- كل المشايخ أفتوى بأن صاحب الوسواس لا مسؤولية له فيما يجري بداخله، لأنه يأتي غصباً عنه، المهم -يا أختي الكريمة- أن هذا مرض وله علاج -إن شاء الله- فما عليك إلا بأن تقابلي طبيب نفسي ليبدأ معك العلاج، والعلاج أما أن يكون علاج دوائي أو علاج نفسي سلوكي معرفي أو الأثنين معاً، ويفضل الاثنين، وبالمداومة على أخذ العلاج -بإذن الله- وأخذ العلاج النفسي أيضاً، و-إن شاء الله- تتخلصين من هذه الوساوس، وتعودين إلى حياتك الطبيعية وإلى عبادتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً