الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني وساوس بخصوص هويتي الجنسية، فبماذا تشيرون علي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة، عمري 20 سنة، منذ سنتين قرأت في مواقع التواصل عن بنت تحولت جنسيا، ومن وقتها أصابني الوسواس والتوهم والهاجس أني سوف أتحول، وأحاول أثبت أنوثتي كل وقت، ودائما أنظر للبنات بتوتر ونظرة جنسية، وذهبت لطبيب نفسي، وتناولت دواء فافرين 200 ملج مع دوجماتيل 100 ملج، وبعدها اختفت الأعراض لمدة سنة، وعدت لطبيعتي فتاة طبيعية، ولكن فجأة تأتيني كوابيس بالتحول الجنسي، فعادت لي تلك الوساوس مرة أخرى، فماذا أفعل؟ هل أغير الدواء؟ أم أزيد الجرعة؟ وما هو العلاج السلوكي لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dodo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أعتقد أن الذي حدث لك هو نوع من الخوف والشك الوسواسي، ويعرف أن الأمور الجنسية هي أحد المكونات التي تنمو الوساوس من خلالها أو تكون هي المحتوى الرئيسي للوسواس، وما شاهدته قطعاً فيه نوع من الإثارة السلوكية الحديث عن بنت تتحول جنسياً أو رجل تحول جنسياً لا شك أنه حدث ضخم جداً ومثير من الناحية النفسية، وبالنسبة لشخص حساس قد يتلقى مثل هذه الأخبار باندهاش شديد، والاندهاش الشديد يتولد عنه وسواس.

فإذاً العلاج السلوكي هو أن تقللي من دهشتك حول هذا الأمر، لأنه بكل أسف موجود، ولا يستطيع الإنسان أن يحول نفسه جنسياً، هؤلاء الذين يدعون أنهم قد تحولوا جنسياً من ذكر إلى أنثى أو من أنثى إلى ذكر هم يتحولون إلى صفر؛ لأن خلق الله تعالى هو الذي يجعل الإنسان في أحسن تقويم، ومهما أجروا من جراحات وتناولوا هرمونات، فهذا لا يؤدي أبداً إلى تغير حقيقي في الجنس، فإذاً هذا موضوع حقير، ويجب أن يحقر من جانبك من الناحية الفكرية، وهذا أيضاً نوع من العلاج السلوكي، أخضعي تفكيرك لنوع من المنطق على حسب ما أوردته لك، وحقري الفكرة تماماً، أيضاً استبدلي الفكرة قولي لنفسك لماذا أشغل نفسي بهذا الموضوع الحقير، لماذا لا أفكر في أمر آخر ينفعني في حاضري ومستقبلي، وحاولي أن تشغلي نفسك وتتجنبي الفراغ الذهني والزمني لأن ذلك ينتج عنه حقيقة انخفاض كبير في معدل الوسوسة.

وأريدك أيضاً أن تمارسي بعض التمارين الاسترخائية، تمارين التنفس التدرجي وقبض العضلات وشدها ثم استرخاؤها فيه فائدة كبيرة جدا، فاحرصي على هذا النوع من التمارين الجيدة والبسيطة، بالنسبة للدواء الأدوية تفيد وجيدة الدوجماتيل فقط يعاب عليه أنه قد يرفع لديك هرمون الحليب، وهذا قد يؤدي إلى نوع من التضخم أو الشد في الثديين، أو ربما يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، فأنا في مثل عمرك لا أنصح كثيراً بتناول الدوجماتيل، الفافرين دواء جيد ومن المفترض أن تحسي بفائدة كبيرة منه، لكن إذا لم تستفيدي منه أعتقد أنه يمكن أن يستبدل بعقار بروزاك ويمكن أن يتم الاستبدال من خلال أيضاً استشارة طبيبك المعالج، البروزاك دواء جيد وفاعل جداً في علاج مثل هذا النوع من الوسوسة، أما الدوجماتيل فيستبدل بإريببرازوال والذي يعرف باسم إبليفاي بجرعة 5 ميلجرام كدواء داعم.

هذا الذي أراه، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً