الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني التخلص من الرهاب الاجتماعي جذريا؟

السؤال

السلام عليكم.

أسأل الله لكم وللقائمين على هذا الموقع المبارك الأجر الوافر في الدارين.

أنا صاحب الاستشارة المرقمة (2359821)، كنت ولا أزال أعاني من خجل واحمرار في الوجه وارتجاف في الجسم وخفوت في الصوت عند الكلام في المحافل العامة أو عند مواجهة أناس يكبروني سنا في مقابلة أو ما شابه، حتى أني أشعر بالخيبة كل مرة أحاول فيها النجاح بذلك، ولكن تأتيني الأعراض وأقف عن الكلام وأنسحب من المواجهة، مما يسبب لي حرجا كبيرا بسبب مكانتي.

دائما أعمل بنصائحكم، ولكن أشعر أني أحتاج إلى تدخل علاجي ودوائي سواء أكان مؤقتا قبل المحفل والمناسبة التي أشارك فيها يزيل عني هذه الأعراض، أو دائما يدوم أشهرا عدة يزيل عني هذا القلق والرهاب الذي دمر حياتي العلمية والدعوية.

علما أني تحسنت كثيرا عما كنت عليه، ولكن لا زالت تلك الأعراض تدمر حياتي كل مرة, أحدثكم من قلب متقطع على صاحبه، وأرجو منكم المساعدة والعلاج والنصح بعد الله.

أتمنى لو أستطيع التواصل مع أي دكتور من حضراتكم عبر الجوال أو مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتابع حالتي شيئا فشيئا.

وختاما: شكرا لكم يا من ترفعون الهمة وتقوون العزيمة في نفوسنا, فقد كنتم ولا زلتم تسكبون قوارير الرحمة والأمل والحب في قلوبنا وقلوب الناس، والله أسأل أن يحفظكم ويرعاكم وأن يمد في عمركم، ويبارك في وقتكم لما تقدمونه من خير وأمل ورفع للهمم, وأن يرضى عنكم في الدارين، وأن يظلكم تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله –عز وجل-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: أشكرك على دوام التواصل بغية الوصول إلى أفضل الحلول، لكنني فوجئت بسرعة ردك، وأنك قلت لا زلت أعاني، هل يمكن أن تذكر لي كم عدد التجارب التي مررت بها بعد أن وصلك جوابي السابق؟ هل يمكن أن تخبرني ماذا طبقت من الخطوات التي أوضحتها؟

أخي الكريم: لأن قضيتك كما تقول قديمة لديك فلا تظن أن التغيير يحدث بطرفة عين بشكل مفاجئ، فالعلاج مع المواظبة على الخطوات التي ذكرته لك في الاستشارة السابقة يحتاج إلى دأب ومثابرة حتى تصل إلى نتائج مثمرة -بإذن الله-.

والأمر يحتاج منك إلى قياس النتائج قبل وبعد استخدام الخطوات التي أشرت إليها، ومما يبعث التفاؤل في النفس أنك -ولله الحمد- تحسنت كثيراً عن السابق، وهذه بشرى خير، إذن اعلم أن الأفضل قادم -بإذن الله -وإنما يحتاج منك إلى صبر وجلد ومجاهدة.

أخي الكريم: أما إصرارك على تناول دواء معين، فهذا ليس من تخصصي، ويمكن أن يجيبك عليه بعض الأطباء في الموقع.

لكن الذي يمكن أن أقوله هو: أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى منحك أقوى دواء وأفضل علاج، حين أودع في نفسك قوة الإرادة والعزيمة والتصميم، وجعل الدافع لها حسن الظن بالله، فالله سبحانه وتعالى عند حسن ظن عبده به، فأنت حين تصر على أنك ما زلت ضعيفاً تشكو من الخجل والخوف والارتجاف في المحافل، فإن هذه الصورة ستبقى لها السيطرة الأكبر على عقلك الباطن، وما أن تقف في المحافل، حتى تتراءى لعقلك الباطن فيتقمصها لأنك أقنعته بها مراراً وتكراراً.

ركز على المواقف التي نجحت بها، وركز على إعطاء الرسائل الإيجابية لدماغك، لا تتوقف ولا تفتر حتى تبلغ غايتك.

لا أنصحك بالعلاج الدوائي، فهو آني لا فائدة منه، أما إن عالجت نفسك بالإرادة والعزيمة فسيكون لهذا العلاج الديمومة -بإذن الله-.

وأخيراً أود أن أهمس في أذنك همسة وهي: أن أكبر المتحدثين أمام الجمهور وأمهر خطباء العالم قد يحدث له ارتباك خفيف قبيل البدء في إلقائه، وهذا أمر طبيعي لا يدعو إلى القلق.

أسأل الله أن يجعلك من أهل النجاح والفلاح والتميز في الدارين اللهم آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً