الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي لا تهتم بنفسها ولم أعد أتقبلها.. أنقذوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت قد استشرتكم هنا قبل سنوات، ولكم الفضل -بعد الله عز وجل- في ما أنا فيه من صحة وعافية، جزاكم الله خيرا.

أنا متزوج منذ سبع سنوات، وأب لطفلين أحبهما جدا، لكني من بداية زواجي لم أتقبل زوجتي لعدة أسباب منها: أنها غير متعلمة ولا تتفاهم معي، وعنيدة، تعتقد أن كل أفعالي مقصود منها الإضرار بها، مثلا طلبت منها أن تكمل تعليمها فاعتقدت أني أريد التخلص منها، أيضا لا تهتم بنفسها ولا بنظافتها ولا بالأطفال.

في السنوات الأولى من الزواج كنت أراعي مشاعرها فلا أطلب منها الاهتمام بنفسها وصحتها، لكن مع الوقت لم أعد أتحمل، كلمتها في الأمر أكثر من مرة، وبدأت بتغيير نفسي من خلال ممارسة تمارين التنحيف لأشجعها، ولكن بلا فائدة، أمنع عن أطفالي المأكولات الضارة، واكتشفت أنها تعطيهم إياها، لدرجة أن أحدهم مرض.

أقدر فيها الحشمة، وأقدر الحياة الزوجية بيننا، وأحاول قدر المستطاع أن لا أجعلها تحتاج لشيء، لكن العام الماضي حصل بيننا مشاكل، وتركت البيت بدون إذني لمدة خمسة أشهر.

فكرت أن أطلقها، لكن من حولي نصحني بإرجاعها من أجل أطفالي، والزواج بأخرى، لكني لا أستطيع الزواج ماديا، ولا أستطيع أن أعدل بينهما.

الآن زوجتي معي لها سبعة أشهر، لم أعد أستطع مجامعتها إلا مرة واحدة، لا أعاني من مشاكل جنسية، لكني لا أتقبلها، علما أنها تعاني من مشاكل، وقد ذهبت بها للمستشفى لكنها ترفض استعمال الأدوية، وتكتفي بالأعشاب التي لا تنفع.

صرت أمارس العادة السرية وبكثرة، وحالتي سيئة، يقتلني الندم، لا أستطيع طلاقها لأجل أطفالي، ولا أستطيع أن أكمل حياتي معها بصورة طبيعية، أصبحت مكتئبا، حتى أطفالي لم أعد ألعب معهم، انعزلت عنهم، دائماً وحدي في البيت، وأنام وحدي وآكل وحدي، كرهتها وكرهت كل شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ A Sos Ota حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك – أخي الفاضل – وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع, سائلاً الله تعالى أن يفرج همك وييسر أمرك ويعافيك وأهل بيتك ويصلح أهلك ويجمع شملكم على سكن نفسي ومودة ورحمة وخير.

- في البداية أشكر لك إقرارك بما عليه زوجتك من مزايا طيبة من التحلّي بالحياء والحشمة والحياة الزوجية, حيث يدل هذا الإقرار على حسن دينك وخلقك وأمانتك وفقك الله لكل خير.

- تذكّر أن الحياة الدنيا طُبِعَت على الابتلاء, وأن العلاقات عامة والزوجية منها خاصة كذلك, ولذلك فقد أوصانا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم بالصبر عليهن والتلطُّف والترفُّق بهن في قوله: (استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خُلقن من ضِلع...) متفق عليه, واستحضار ثواب الصبر على هذا البلاء والشكر للنعماء والإيمان بالقدر والرضا بالقضاء واستحضار حسن الثواب عليه والجزاء عند رب الأرض والسماء سبحانه وتعالى (إنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب).

- بخصوص شكواك من زوجتك في كونها غير متعلمة وعنادية وسيئة الظن وعدم الاهتمام بنفسها, فإن هذه العيوب مهما كانت, فإنه يمكنك مساعدتها في التخلص منها إذا التزمت بإذن الله بهذه النصائح:

1- ضرورة حسن الظن بالله وتعزيز الثقة بالنفس وعدم اليأس في قدرتك على تجاوز هذه العيوب، والتحلي بالصبر والرفق والحكمة والهدوء وتوفير القدوة الحسنة منك, والتخلص من عيوبك الملاحظة عليك في دينك أو دنياك ما أمكن, ولا يخفى أن الكمال عزيز, (كل بني آدم خطّاء, وخير الخطائين التوابون) كما صح في الحديث.

2- الحرص على الثناء على إيجابياتها المذكورة أعلاه عامة وتطمينها ببيان محبتك لها وعدم إمكانية التفريط فيها, والتشجيع على الجوانب الطيبة في حينه خاصة, وتجنُّب النقد المباشر لها حيث ثبت لديك عدم قبولها له.

3- يمكنك مشاركتها استماع المحاضرات والمواعظ والبرامج النافعة والمفيدة والتي تسهم في زيادة مستوى الإيمان والأخلاق ومراعاة الحقوق الزوجية, وكذا مشاركتها الطاعات والعبادات كالصيام وصلاة الليل وقراءة كُتب السيرة والمواعظ المناسبة, واصطحابها إلى منازل الأصدقاء والأقارب لقصد اقتدائها بالجوانب الطيبة لديهم نظرياً وعملياً من غير توجيه نقد مباشر منك لها, أو بيان, أو نصيحة, حيث إن الإنسان – لاسيما النساء – يحب عادة التنافس والمقارنة.

4- ضرورة اشتراككم في تنظيم الأوقات وأداء المهام وتحديد الطلبات المراد إنجازها, والواجب أن تكون متواضعة مقبولة أول الأمر, وهكذا حتى تكون قريباً من الصورة المطلوبة لديكما.

- وأما بخصوص الطلاق أو التعدد فلا أنصحك بهما لما ذكرت من مفاسدهما المذكورة عليك وعلى أولادك, حيث وقد ذكرت عجزك المادي عن تحمُّل أعباء وتبعات كُلٍ منهما.

أوصيك باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء أن يصلح أمرك ويفرّج همك ويصلح زوجك ويرزقك الصبر والتوفيق ويلهمك الهدى والصواب والرشاد.. اللهم آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً