الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر باليأس والإحباط.. فكيف أعيد لحياتي الأمل والتفاؤل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 16 سنة، عندي مشكلة وهي الخوف الشديد، خوف من أن الدنيا صارت فسادا، وستقوم القيامة، وأحس أن كل شيء مقفل في وجهي، أحاول أن أتفاءل بما وصانا الرسول صلى الله عليه وسلم، لكني لست قادرة، أحس أن كل شيء انتهى، وليس هناك أمل، مع أني أحمد ربي أني في نعمة وصحة وعافية، وأني بين أهلي، ونعيش بخير وفي نعمة، لكني غير قادرة أن أعيش بتفاؤل وحماس، وأقول لا يجب أن أتزوج وأنجب العيال، الدنيا ستنتهي، أحتاج شيئا يعطيني حماسا وتفاؤلا.

اسودت الدنيا في وجهي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lujein حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم مشاعرك - يا ابنتي- والحقيقة هي أن حالتك تحتاج إلى تقييم جيد, فعلى الرغم من أن ما جاء في رسالتك من أعراض يوحي بأن لديك حالة تشبه الاكتئاب, إلا أن التقييم عن قرب سيوضح لنا أكثر هل هذه الحالة (أي الاكتئاب) هي سبب كل ما تعانين منه أم هي نتيجة له؟ وسيوضح لنا أيضا أن كان يرافقها حالات أخرى مثل: القلق أو الرهاب أو اضطراب في الشخصية أو غير ذلك, والأهم أنه سيوضح هل هي حالة مؤقتة تحدث بسبب أنك تمرين بمرحلة المراهقة وما يرافقها من تغيرات هرمونية شديدة قد تؤثر على النفسية؟ أم لا علاقة لها بذلك؟

فمن المعروف بأن الفتيات والفتيان أيضا في مثل هذا العمر تكون الهرمونات في أجسادهم في ذروة ارتفاعها ويحدث فيها تذبذب كبير, مما قد ينعكس على مشاعرهم وتصرفاتهم, وكثيرا ما يلتبس ذلك مع بعض الأمراض النفسية التي تسبب أعراضا مشابه, لذلك يجب الحذر دوما في هذه المرحلة من العمر وعدم وصف أي علاج إلا بعد مراجعة الطبيبة المختصة.

وأنصحك - يا ابنتي بالتحدث إلى والدتك، والطلب منها اصطحابك إلى الطبيبة النفسية لتقييم حالتك, وحتى لو تبين بأن لديك حالة اكتئاب فمعظم حالات الاكتئاب في هذا السن قد تكون مؤقتة، وقد تستجيب حالتك على العلاج الغير دوائي وأهمها: العلاج السلوكي والمعرفي، تغيير نمط الحياة, ممارسة الرياضة, الاشتراك في النشاطات الاجتماعية والخيرية والتطوعية, المشاركة في حلقات الذكر, كل ذلك سيساعد في إشعارك بأنك إنسانة ذات قيمة ولها دور، وهنالك من يحتاجها في هذه الحياة, وهذا سيزيد من تقديرك لذاتك ورضاك عنها وسيدفعك إلى وضع أهداف وطموحات مستقبلية؛ لأن النجاح في أي شيء ومهما كان بسيطا سيحمل معه نجاحات أخرى بإذن الله تعالى.

وحتى لو وجدت الطبيبة بأن حالتك بحاجة إلى علاج دوائي, فهنالك العديد من الأدوية الآمنة والفعالة والتي يمكن لها أن تساعد في حالات الاكتئاب عند المراهقين, لكن يجب تناولها تحت إشراف الطبيبة المختصة لاختيار أفضلها، والبدء بها بشكل متدرج.

نسأله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً