الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أعرف كيف أتعامل مع ابن زوجي، أرجو المساعدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا امرأة تزوجت منذ سنتين من رجل أرمل ولديه ابن، زوجي -والحمد لله- إنسان طيب جدا، ويحبني ويقوم بواجباته تجاه الله، وتجاه عائلته.

ابن زوجي شاب عمره الآن 18 سنة، تقبلني وأحبني منذ البداية، ولا مشكلة في ذلك بيننا، لكن غير ذلك، لديه من العيوب العديدة التي لم أجد لها حلا إلى هذا اليوم، رغم محاولاتي لحلها أنا ووالده.

أستطيع أن أقول في كلمتين: أنه عدو للنظافة لدرجة مخجلة ومحيرة، إذا استيقظ صباحا لا يغسل وجهه ولا يديه ولا أسنانه أبدا، يذهب بتلك الحالة إلى الدراسة، لا يغسل فمه ولا يديه لا بعد الأكل ولا قبله، ولا في أي وقت، لدرجة أن يديه وأظافره لونها أسود دائما، ورائحة العرق تخرج من جسمه وقدميه، ولا يغتسل إلا بعد مشاجرة بينه وبين والده.

أحيانا أتكلم معه في هذا الموضوع بطريقة لينة، فأنا أخاف أن أجرحه، خصوصا أنني قبل أن أكون زوجة أب لا أريده أن ينفر مني، كما أنني من طبعي لا أطيق التكرار، وملاحظة المشكلة ذاتها مرارا، والده تعب ومرض بسببه، لدرجة أنه أحيانا يتقيء من شدة الغضب.

عندما نتحدث معه في هذا الموضوع، ينقلب غاضبا، ويصعب معه مواصلة النقاش، تعرف مؤخرا على فتاة وأخبرني بذلك، وقال أنه سيقابلها، قلت له مازحة اذهب والبس قميصا جديدا، فأنت بهذا القميص منذ عدة أيام، فقال لي: لا عليك فقد اخفيت الرائحة بعطر قوي، أنا فعلا محتارة، هل هنالك حل؟

أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تيسير حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

- علاج هذا الشاب يبدأ بتحبيبه للصلاة، فالصلاة تدعو إلى النظافة، وقوة الإيمان يجعله يحافظ على الصلاة؛ لأنه اتضح لي من خلال استشارتك أنه لا يصلي.

- هذا الشاب يحتاج إلى ثقيف ديني، فديننا الحنيف يدعو إلى النظافة، ومنها قص الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، والعناية بنظافة الفم والتطيب، إلى غير ذلك.

- سلطوا عليه زملاءه الصالحين للأخذ بيده، فتنوع أساليب النصح سيؤتي ثماره -بإذن الله- فمن الناس من جعلهم الله مفاتيح للخير مغاليق للشر.

- بينوا له أهمية النظافة وفوائدها على الصحة برفق ولين، ولا تكثروا عليه حتى لا ينفر ويضجر، أو يصبح الأمر عنده معتادا لا يؤثر فيه النصح.

- اجتهدوا في معرفة نقاط ضعفه وعالجوه من خلالها، كأن يكون يحب شيئا ما، فلو طلبه يكون تلبية طلبه مقابل الاغتسال أو قص أظفاره أو تغيير ملابسه، مع مدحه والثناء عليه، وعلى شكله ورائحته إن لبى الطلب.

- اجعلوا له حافزا ما بين الحين والآخر إن نظف نفسه دون طلب منكم، كهدية معينة أو الخروج في رحلة، وما شاكل ذلك.

- لا بد أن يعرف وبأسلوب جيد أنه في حال أراد أن يتزوج فلن تقبل به أي فتاة، كون ذلك من أكبر المنفرات.

- حفزوه على ممارسة رياضة السباحة، فلعلها تدعوه للنظافة، وبللوا ثيابه إن خلعها، أو في حال نومه حتى إذا قام وجدها إما مبلله بالماء، أو قد غسلت ووجد ثيابا نظيفة معطرة بجواره كي يلبسها.

- ليجرب والده يوما فيأخذ بيد ولده بحنان ولطف، ويأخذ مقلمة الأظافر ويبدأ بقص أظافره وينظر ردة فعله.

- على والده أن يقترب منه، ويتجلد ويتصبر في ذلك، فلربما كان فعل الولد عنادا، فالاقتراب منه سيفك تلك العقد عند الولد، وعلى والده أن يتعامل مع ابنه كأنه صديق، وليس ولدا، ويتنزل معه في الكلام، فذلك سيجعله يخرج ما في صدره.

- اجتهدوا في معرفة من يتقبل منهم النصح، ويودهم ويخشى من فقدان صداقتهم، واطلبوا منهم أن يعينوكم في هذا الأمر، بحيث لا يشعروه أنكم طلبتم منهم ذلك.

آمل أن تستفيدوا من هذه الموجهات، وأسأل الله تعالى أن يوفقك، وأن يصلح هذا الولد ويقر أعينكم بصلاحه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات