الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرت مشاكلي مع من عقدت عليها، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب مقبل على الزواج وقد عقدت القران، ولكن كثرت المشاكل بيني وبين زوجتي بشكل حاد، وأصبحنا نترصد أخطاء بعضنا البعض إلى غير ذلك، لدرجة أننا أوشكنا على الطلاق والافتراق، وأنا لست مرتاحا بهكذا معاشرة، فما نصيحتكم؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إلياس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك -أخي العزيز- وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع، سائلاً الله تعالى أن يفرج همك ويشرح صدرك، وييسر أمرك ويختار لك ما فيه الخير.

- بصدد كثرة المشاكل بينك وبين زوجتك، فالذي أوصيك به قبل إتمام مراسيم الزواج والاحتفال النظر في الآتي:
- لزوم الهدوء والصبر والتحمّل، وعدم الاندفاع في الخصومة أو قرار الطلاق؛ إذ الأصل قوله تعالى: (أمسك عليك زوجك واتقِ الله).

- ضرورة زيادة الاطمئنان عن مدى تحلي زوجتك بحسن الطبع والخلق والدين، لضرورة ذلك في تحصيل مقاصد النكاح الواردة في قوله تعالى: (أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).

- ضرورة الدخول مع زوجتك في حوار واضح وصريح عن الجوانب والملاحظات التي تعجبكما في بعضكما، ومالا يعجبكما، ومعرفة مصدر الخلل وإمكانية الاحتمال والمراجعة، ويمكن عند اللزوم توسيط وتحكيم جهة معتبرة وموثوقة ومؤتمنة لديكما ممن يتحلون بالحكمة والقبول والتأثير.

- كذلك ضرورة مراجعة نفسك لنفسك أولاً، حيث يُحتمل أن يكون الاختلال من جهتك.

- كذلك النظر في إمكانية التوافق بينكما من عدمه، واستعداد كليكما للمراجعة والتوافق واحتمال الأخطاء والتجاوزات والعيوب، ولا يخفى أن الناس كلهم لا يخلون منها (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، وإدراك أن العيوب منها ما يُحتمل، ومنها مالا يُحتمل، كما أن مواهب الناس وطاقاتهم مختلفة في القدرة على تحمّلها، فانظر أين أنت – حفظك الله – من كل هذه الأسئلة.

- وبناءً على كل ما سبق، يمكنك تحديد قرارك من قضية الاستمرار في هذا الزواج أو الفسخ له.

- من المهم لزوم الدعاء لله تعالى وصلاة الاستخارة والاستشارة لأهل الثقة والأمانة، والاستعانة بالله تعالى وتقواه والتوكل عليه وطاعته (ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا).

- أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يلهمك الحكمة والصبر والهدى والرشاد، وأن يصلحك وأهلك لأنفسكما ولبعضكما، ويختار لكما ما فيه الخير والمصلحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • جويانا الفرنسية ساره

    جزاكم الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً