الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الطريقة الآمنة لإيقاف الدواء بعد تناوله؟

السؤال

السلام عليكم

تناولت دواء (اسيتالوبرام) منذ سنة وشهر، وتحسنت حالتي كثيرا -بفضل الله- من الوسواس القهري، وآخر مرة تناولت فيها الدواء كانت جرعة (5 مليجرام)، ثم انقطعت عن الدواء لمدة 8 أيام تقريبا، ولم تظهر علي أي انتكاسة فقط توتر قليل، ثم رجعت وتناولت الدواء بجرعة (10 مليجرام) بناء على استشارة الطبيب المختص، فهل من الممكن أن تصفوا لي طريقة آمنة لإيقافه؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Anwar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاستالوبرام دواء ممتاز، ودواء سليم جدًّا، وفي حالات الوسواس القهري قد يتطلب الأمر أن يستعمل الإنسان الجرعة العالية نسبيًا، وهي عشرين مليجرامًا يوميًا.

أنت الآن على جرعة العشرة مليجرام، وما دام الطبيب قد نصحك بها فاستمر عليها، وإن لم تتحسَّن بالصورة المطلوبة فأنا متأكد أن الطبيب سوف ينصحك لأن ترفع الجرعة، وبعد أن يتحسّن الإنسان تمامًا ويظلّ دون أعراض مرضية لمدة شهرين على الأقل؛ هنا يبدأ بعد ذلك في تقليل الدواء.

والتوقف التدرّجي هو الطريقة السليمة والحكيمة، مثلاً: إذا افترضنا أن الجرعة كانت عشرين مليجرامًا من الاستالوبرام فتجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، بعد ذلك تجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، أما إذا ظللت على جرعة العشرة مليجرام هذه فيجب أن تستمر عليها لمدة شهرين على الأقل بعد التحسن الكامل، ثم تخفض الجرعة إلى خمسة مليجرام يوميًا، وهنا تستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك تجعلها خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذه أحد الطرق البسيطة والمتأنّية والجيدة للتوقف التدريجي للدواء، حتى لا تحدث أي آثار انسحابية.

ويا أخي: من المهم جدًّا الاهتمام وتطبيق العلاج السلوكي لدرء انتكاسات الوسواس، لأن الوسواس كثيرًا ما يكون مرضًا انتكاسيًا، أما إذا درَّب الإنسان نفسه سلوكيًا حول تجاهل الفكر الوسواسي واستبداله بفكر مخالف، وأن يشغل الإنسان نفسه بما هو أفيد، وأن يُحسن الإنسان إدارة وقته، في هذه الحالة تقلُّ فرص الانتكاسة جدًّا بعد التوقف من العلاج الدوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً