الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تصرفات يفترض أن تكون لا إرادية ولكني أفكر فيها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري خمسة عشر عاماً، ترددت كثيرا قبل أن أكتب مشكلتي هذه، حيث أني لم أخبر بها أحدا من قبل، بل أني لم أكن معترفة بها في قرارة نفسي، ولكن ها أنا الآن أعترف وأريد حقا أن أضع حدا لمعاناتي تلك ولسخفي الشديد ذاك.

أنا أعاني من الارتباك والتوتر، عندما يوجه أحدهم نظره نحوي، -وحتى لو كان طفلا، وهذا الغريب في الأمر- وأرتبك أيضا عندما أسير في الشارع، ماذا أفعل بيدي؟ كيف أحركها؟ وأنظر إلى الأرض بطريقة غريبة، وعندما يحادثني أحدهم لا أدري إلى أين أنظر، ولا كيف أتجاوب مع الحديث، قد يعتقدونني متبلدة المشاعر، ولكن أنا أكون سعيدة للكلام مثلا، ولكن لا أستطيع أن أبدي ذلك، أو حزينة، وأريد المواساة، ولا أستطيع، أظن أن هذا غريبا نوعا ما، لا أدري في ماذا يتكلم الناس، مثلا أسير مع زميلة، في ماذا أتكلم؟ كيف أبدأ الكلام؟ وأظل صامتة.

عندما أسير مثلا وأرى قريبا لي أو صديقا أو عزيزا أغير الطريق؛ لأني لن أقدر على ملاقاته، أو ما سأفعل؟ أو ماذا سأقول؟ وسيغدو واضحا أني أريد الهرب من هذا، وقد يفسرون ذلك خطأ فلا أقابلهم، وعندما أقابلهم مثلا أظل صامتة، ولا أقول شيئا، أشعر بالسخف لذلك، لم أكن هكذا، وهذا يزعجني جدا.

أعتقد أن هذا مرتبط بالأمر عندما كنت صغيرة في الثامنة تقريبا، نظرت إلى نفسي، وتساءلت متى يجب علي أن أرمش بعيني؟ وهنا بدأ الأمر، لم أترك عيني لتحدد، بل كنت أرمش بإرادتي، وليس لا إراديا، ودام هذا لأسبوع تقريبا، وأنا سعيدة لأنني كنت قد تخلصت من ذلك، وتطور الأمر بعد سنتين، حتى صرت أتساءل متى أتنفس؟

عندما كنت في العاشرة بدأ موضوع يدي أين أضعها وأنا أسير؟ كيف أحركها؟ كنت أضعها تحت الخمار، وأعتقد هنا بدأت المشكلة، يا ليتني لم أفعل ذلك، ثم كيف أتعرف على شخص، ثم كيف أغضب؟ وأعتقد أن هذا شيء جيد، بما أني لا أستطيع الغضب أكون غاضبة في داخلي فقط، ثم يتلاشى الأمر، ثم ما تقدم، لا أظن أن هذا مرتبط بهذه الأمور، ولكن الأطباء النفسيين قد تكون لهم نظرة أخرى.

عندما كنت في التاسعة انتقلت لبيت جديد بعيد عن العائلة، وصديقاتي من العائلة، وهذا الأمر أثر بي بلا شك، ولكن عندما انتقلت من المعهد كأني انتقلت من حياتي نهائيا، لم أكمل الابتدائية، وانتقلت إلى معهد آخر مع زميلات، ولكن في سن أمي، اسمه معهد القراءات، على أي حال أثر هذا بي كثيرا، ليس لي أصدقاء، وكم بكيت لذلك، ولكن تخطيت الأمر الآن.

أرجو أن تساعدوني، أنا حقا أشعر بسخفي وسخف ما أفعل، أريد أن أكون عفوية تلقائية، أريد أن أترك نفسي وشأنها فحسب.

في موضوع غض البصر: منذ ثلاث سنوات كان الأمر يسيرا علي، ولكن الآن عندما تطورت هذه المشاكل عندي أصبحت عندما أرى أحدا مثلا أتحاشى النظر، ويبدو ذلك واضحا، لأني لم أعد أستطيع التحكم بنظراتي، ولا أستطيع أن أذهب إلى طبيب نفسي مع رغبتي بذلك فعلا، ولكن إن أخبرت والدي بذلك فقد يسخران مني، ولا ألومهما، فقد كنت شخصيا أشعر بسخف شديد لما حل لي، ولا أستطيع أن أذهب بدون علمهما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ فتاةٌ هذَّب الدين شَبابَه‍ا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وقد اطلعت على رسالتك الجيدة والواضحة في ذاتها، وأقول لك: كل الذي يحدث لك وحدث لك فيما مضى هو تفسيرات وتأويلات وسواسية، الأمر بدأ بكيفية رمش العين، وهو من الواضح أن تفسيرك وفعلك كان وسواسياً، وبعد ذلك تطور الأمر وأصبح لديك هذا الحوار الوسواسي الفكري بشكل ملفت ونتج عنه الأفعال التي تحدثت عنها والتي هي غير مرضية بالنسبة لك.

إذاً أنت تعانين من قلق الوساوس فيه الجانب الفكري وفيه جانب الأفعال، أنا أؤكد لك أن هذه الحالة بسيطة وحالة ليست خطيرة أبداً، علاجها يكون من خلال التجاهل وعدم الدخول في حوارات ونقاشات وسواسيه، وأن تصرفي انتباهك من خلال تنظيم وقتك والاستفادة منه في أنشطة أخرى، أن تعتمدي على النوم الليلي المبكر، أن تمارسي أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، كما أن تمارين الاسترخاء مفيدة ومفيدة جداً فأرجو أن تتدربي عليها، أما من خلال الاطلاع على استشارة إسلام ويب والتي رقمها 2136015 والتي أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، أو من خلال الحصول على كتيبات أو سيديهات عن الاسترخاء، أو من خلال بعض المواقع على الانترنت.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: هذه الحالات كثيراً ما تكون عابرة ولكن في بعض الأحيان قد تستمر في فترة اليافعة وبدايات الشباب، العلاجات الدوائية أيضاً تساعد وبصورة فاعلة جداً في علاج هذه الحالة، لكن نسبة لسنك يجب أن يتم الحصول على الدواء من خلال مقابلة الطبيب، أن تذكرت أنك لا تستطيعين أن تقابلي طبيب نفسي أنا متأكد إن شرحت لوالديك ما ذكرناه لك سوف يوافقوا على ذهابك إلى الطبيب النفسي وحتى وإن لم تذهبي للطبيب النفسي طبيب الأسرة يمكن أن يصف لك الدواء، لأن معظم أطباء الأسرة مدربي على هذه الحالات النفسية البسيطة، عقار مثل فافرين أو بروزاك لفترة 3 إلى 4 أشهر سوف يكون جيداً وفاعلاً ومرياحاً جداً بالنسبة لك، وفي ذات الوقت كلها سليمة.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً