الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من توتر غير مبرر في حضور المحاضرات في الدراسة الجامعية

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة جامعية، أعاني من توتر غير مبرر، في حضور المحاضرات والجلوس بجانب الزملاء، علماً بأني كنت قبل دخولي الجامعة لا أشعر بمثل هذا الشعور بالجلوس بجانب أي شخص!

علماً بأني في العام التوجيهي انعزلت عن العالم، ولم اختلط بأي شخص من أقاربي، ومن اعتدت عليهم، فما أسباب مثل هذه الحالات؟ وهل للانعزال علاقة بأصل هذا التوتر؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمما لا شك فيه أن الجامعة بالنسبة للطالب هي جو جديد، وحياة جديدة يقبل عليها الطلبة، وهي تختلف تماماً عن المرحلة الثانوية، والكثير من الطلبة يعانون كثيراً في بداية رحلتهم الجامعية من صعوبات الاندماج مع الوسط المحيط، والتأقلم مع الزملاء والزميلات، وكذلك جو المحاضرات وأسلوب أساتذة الجامعة؛ مما يجعلهم يصابون بالتوتر حيناً والقلق والخوف أحياناً.

لذلك لا بد أن تهيئي نفسك على تقبل الوضع الجديد، ومن أكثر الأشياء التي تعينك على ذلك أن تعملي على الانخراط النشط في الدراسة الجامعية، من خلال السعي على الألفة والتآلف بينك وبين زميلاتك في الجامعة، والتقرب منهن، وبناء جسور التواصل معهن، وعدم الاستسلام للانعزال والوحدة الاجتماعية، والركون إلى فكرة غربة المكان والأشخاص، بل عليك أن تقنعي نفسك أنه جو جديد فيه متاعب ربما، ولكنه أيضاً فيه المتعة والاستفادة إذا ما أحسنت التعامل معه.

حاولي أن تشاركي في الحوارات والنقاشات، وإبداء رأيك، وستلاحظين في أول الأمر أنه سيكون صعباً ومحرجاً، ولكن عليك أن تعززي ثقتك بنفسك، من خلال التشجيع والعزم والإرادة القوية، وتعزيز قناعاتك أنك طالبة جامعية متميزة ومتفوقة، وتستطيعين أن تنجحي وتتأقلمي مع الحياة الجامعية.

العمل على كسب صداقات جديدة يخفف عنك الكثير من أعباء التوتر والقلق، ويساعدك على التأقلم وتقبل الوضع الجديد.

طبيعة الإنسان أنه سهل التكيف مع أي وضع جديد يُفرض عليه، وخاصة إذا كان لديه الرغبة في ذلك، فعليك أن توجدي الرغبة في إدخالك، وتقرري من أعماقك أن تثبتي وجودك في الدراسة الجامعية، فهذا القرار سيولد لديك ردود أفعال إيجابية، فستجدين نفسك تنطلقين أكثر وتتفاعلين أكثر، ورويداً رويداً لن تشعري بالتوتر ولا بالقلق من حضور المحاضرات، بل على العكس ستستيقظين صباحاً وأنت في قمة النشاط ليوم دراسي جديد.

استمعي إلى تجارب من سبقك إلى الجامعة من صديقاتك أو أخواتك، وسليهن كيف كان عامهن الأول؟ وما الصعوبات وكيف حصل التحدي والانتصار عليها.

من أهم الأسباب التي تجعلك تقبلين بهمة ونشاط عال، أن يكون لك هدف واضح أمام عينيك من دراستك الجامعية، فأنت لا تدرسين من أجل الدراسة فحسب، وإنما تدرسين لتحققي هدفاً سامياً، فما هو هذا الهدف؟!

حضور دورات وندوات في التواصل الفعال، يعطيك طرقاً وأساليب وأفكاراً بكيفية بناء علاقات اجتماعية قوية، وكيفية التواصل مع الآخرين بأسلوب راق جذاب.

حاولي أن تحدديه، واجعليه مكتوباً، ويُفضل أن تربطي هدفك بالآخرة وتجددي نيتك كل يوم قبل أن تخرجي من البيت فهذا يعطيك مدداً ودعماً روحياً يفوق الخيال.

إن كان التوتر الحاصل لديك إنما هو من جلوسك قريباً من الزملاء من الجنس الآخر، فهذا شيء طبيعي، لأنه يتنافى مع قيمك وأخلاقك، حيث استقر لديك أن الفتاة لا ينبغي لها الاختلاط بالرجال، وعلى هذا فنصيحتي لك أن يكون جلوسك قريباً من الزميلات بعيداً عن جهة الشباب، تجنباً من الاحتكاك بهم.

أما إن كان التوتر يحصل بشكل عام حتى من جلوسك مع الزميلات فالجواب الذي ذكرته أعلاه هو العلاج، وفقك الله.

أسأل الله أن يجعلك من أهل الفلاح في الدارين، اللهم آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية احلام اليقظه

    الله يعينك . الخيال ملازمني من الطفوله الى الان وعمري تجاوز الثلاثين
    انفس عن غضبي وحزني من خلاله ولكن يؤخرني في دراستي كثثثيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً