الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوفي من الموت والإصابة بالأمراض حرمني من النوم، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، منذ ثلاثة أشهر قريبا أو أكثر أصبحت لا أفكر بشيء غير الموت والأمراض، أخاف من أي ألم يصيبني في جسمي، وأظن بأنني أصبت بمرض خطير.

دائما أحس بأنني سأموت قريبا، أو أحدًا من أفراد أسرتي سيموت، أصبت بفقدان في الشهية، وعدم الرغبة بفعل أي شيء، ولم أعد أستمتع بالأشياء التي كنت أحب أن أفعلها سابقا، وأصبحت قليلة الكلام، ودائما أحس بتعب وإرهاق.

كلما أسمع بوفاة شخص أعرفه أو لا أعرفه أخاف كثيرا، أعلم أن الموت حق، ولكن كثرة التفكير به والخوف الشديد منه أتعبني كثيرا، أدعو الله دائما أن يديم عليّ نعمة الصحة والعافية، وأن يطيل في عمري ويبارك فيه، أنا محافظة على الصلوات الخمس -ولله الحمد-، وأصلي قيام الليل أحيانا، لكنني ما زلت خائفة، حتى أن هذا الخوف حرمني من النوم، فما هي نصيحتكم لي؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، من خلال استشارتك الذي يظهر لي أن شخصيتك حساسة بعض الشيء، ولديك ميول القلق والمخاوف، وربما شيء من الوسوسة، وهذا هو الذي جعل الخوف والاضطراب، خاصة التفكير في موضوع الموت بصورة مرضية يهيمن، ويسيطر عليك.

أيتها -الفاضلة الكريمة- من الجميل أن نسمع أنك حريصة على الصلوات الخمس، وقيام الليل، والدعاء هذا أمر جميل، وهذا رصيد حسن لك، دعمي هذا بأن تجعلي مخاوفك من الموت مخاوف شرعية، وليست مخاوف مرضية، أكدي على نفسك دائماً أن الموت يجب أن لا ينشغل به الإنسان بهذه الكيفية المرضية، لأن الموت آت، الموت لا يؤجل (إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر)، والأعمال بيد الله هذه قناعات يجب أن تكون قناعات محورية في حياتك، وفي ذات الوقت تعيشي الحياة بقوة، بفاعلية، بإيجابية، بأمل، برجاء، بتفاؤل، وأن يكون لك وجود بارز جداً من خلال الأنشطة الأسرية والاجتماعية والعلمية وخلافه، هذه هي الطريقة التي تخرج من حالة القلق والتوتر والمخاوف وكذلك الهشاشة النفسية.

وسيكون أيضاً من المهم أن تبني علاقات اجتماعية ممتازة، دائماً رفقة الصالحات من النساء سوف تكون أمراً بالنسبة لك فيه خير ومنفعة كبيرة جداً، حسن إدارة الوقت، ممارسة أي نوع من الرياضة أيضاً أراها جيدة ومفيدة بالنسبة لك، إذا أحكمت هذه الأعراض السيطرة عليك في هذه الحالة لا بد أن تتناولي أحد مضادات المخاوف، وعقار سبرالكس والذي يسمى استالبرام هو من الأدوية الممتازة والفاعلة، وفي ذات الوقت هو سليم، لكن لا أريدك أن تبدئي في تناول الدواء مباشرة. طبقي الطرق الأخرى التي تحدثنا عنها وقد لا تحتاجين إلى الدواء، وإن شعرت إنك في حاجة إليه هنا يستحسن أن تقابلي طبيبا نفسيا.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225)، وعلاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية منى سيف الدين

    الله يبارك فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً