الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريقة الصحيحة لتناول أدوية الفصام، وكيفية التوقف عنها.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله خير الجزاء، وبارك فيكم على هذا الموقع المتميز، وعلى خدماتكم التي تقدمونها.

أنا مصاب بمرض الذهان والفصام العقلي الوجداني والوسواس والاكتئاب منذ عدة سنوات، لكني في آخر سنتين تحسنت بدرجة كبيرة ولله الحمد والشكر وله الفضل كله عز وجل.

راجعت الدكتور منذ أيام وخفف لي الدواء من سولوتك 100 إلى سولوتك 50 حبة واحدة يوميا، واريببرازول 15 حبة واحدة يوميا، ولكن بسبب غلاء الدواء قررت أن آخذ نصف حبة ارببرازول كل يومين فقط، وقررت الاستغناء عن سولوتك، فالآن أتناول ارببرازول 15 نص حبة كل يومين، بمعنى أتناول نصف حبة في يوم واليوم الثاني لا أتناول، وهكذا؛ لأن الدواء غالي الثمن، والحمد لله تحسنت حالتي كثيرا، ولا أعاني من أي أعراض مرضية أبدا ولله الحمد منذ سنتين. ولما زرت الطبيب سألته إلى متى سأظل أتناول الدواء؟ قال لي بأنه طويل الأمد.

أنا أثق فيكم كثيرا، وأطمئن لكم كثيرا فأريد نصيحة منكم إلى متى سأظل أتناول الدواء؟ ومتى أتوقف نهائيا عن الدواء؟ لأني والله أتناوله رغما عني، ولا أحب أن أتناول الأدوية بكل أنواعها، ولا أحب مراجعة الطبيب الذي أتعامل معه، وأريد تركه متوكلا على الله تعالى ثم أخذًا بإجابتكم عن استشارتي هذه، وما رأيكم في تصرفي حين تناولت نصف حبة كل يومين؟ وهل يوجد دواء تنصحونني به أقل سعرا من ارببرازول 15؟

وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب.

أخي الكريم: الأصل في الأمور أن تكون حالتك تحت المراقبة الطبية، أنت ذكرت أنك تعاني من تشخيصات أساسية، قلت أنك مُصاب بمرض الذهان، والفصام العقلي والوجداني، والوسواس، والاكتئاب. هذه - أخي- حالات جوهرية جدًّا في الطب النفسي، والحمدُ لله تعالى الذي أنعم عليك بنعمة الصحة والعافية، وقطعًا المراقبة الطبية المستمرة مع تناول جرعة وقائية من الدواء هي أفضل الوسائل لضمان أن تظلّ - بإذن الله تعالى - في صحة نفسية كاملة ومتعافية.

فأنا أقدِّر في ذات الوقت صعوبة الحصول على الأدوية في بعض المرات، إمَّا لعدم توفرها، أو نسبةً لغلاء سعرها، لكن في ذات الوقت تُوجد أدوية أقلّ سعرًا منها، قد تكون نعم هي أقلّ درجة، لكن ليس للدرجة التي نقول أنها غير مفيدة، هذه قد تكون بدائل، مثلاً:
- عقار (رزبريادون) توجد منه منتجات تجارية، وهي جيدة جدًّا، يمكن أن يكون بديلاً للرزبريادون.
- عقار (كواتبين) والذي يُسمَّى تجاريًا (سوركويل) أيضًا توجد منه منتجات تجارية وجيدة.
- وحتى الـ (إرببرازول) يمكن أن تجده كمنتج تجاري وليس من الضروري أن يكون الدواء الأصلي، لأن المنتجات التجارية فعاليتها لا تقل أبدًا عن 80% من فعالية الدواء الأصلي.

أخي: الطريقة التي تتناول بها الدواء ليست صحيحة، أن تتناول نصف حبة كل يومين لا أعتقد أن ذلك أمرًا جيدًا، لأن البناء الكيميائي للدواء يتطلب أن تكون جرعته على الأقل يوميًا، حتى وإن خفَّضتَّ الجرعة إلى نصف حبة، لكن يُفضّل أن يكون ذلك يوميًا.

ومدة العلاج - أخي الكريم - في معظم الحالات إذا كانت الحالة مستقرة لمدة خمس سنوات، يمكن هنا أن يكون الإنسان تحت ما يُسمَّى بالاختبار الدوائي، يعني: أن نخفِّض الدواء أو نُوقفه، لكن تكون هنالك مراقبة طبية لصيقة، وكل إنسان له ظروفه، وكل إنسانٍ يختلف عن غيره، مثلاً إذا كان هناك حساسية في الشخصية أو توترات اجتماعية أو تاريخ مرض نفسي في الأسرة، في هذه الحالة يجب أن يستمر الإنسان على الدواء طول حياته، وهذا ليس فيه أي مشكلة. نعمة الصحة والعافية يجب أن يُحافظ عليها بهذه الكيفية.

أخي: أرجو أن تراجع الطبيب، هذا مهمٌّ جدًّا، وكما ذكرتُ لك البدائل موجودة، ويُنصح لك ألَّا تتوقف عن علاجك إلَّا بتوجيهاتٍ من طبيبك، هذا مهمٌّ، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً