الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالتغرب واللامبالاة بكل ما يخصني، ما دلالته؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 23 سنة، جامعي، أعاني منذ الصغر من الشعور أني أعيش في عالمين متناقضين، واقعي وغير واقعي وغير منطقي، منعزل ووحيد، لا أهتم بالملبس والنظافة، وأعاني من اضطرابات النوم والسلوك والتصرفات والكلام، وأفكار كثيرة أتفاعل معها، وتغير المزاج بسرعة، وغير متزن، وأشعر باكتئاب وقلق، وتغير في درجات حرارة الجسم بسرعة، وإهمال الوقت، ومحادثات عقلية غير واقعية.

علما أنني لا أعاني من هلوسات سمعية أو بصرية، فلماذا أنا غير سوي؟ علما أن منطقتنا تخلو من الأطباء النفسيين، فأرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أعتقد أنك تقصد أنك قد لاحظت التغيرات التي ذكرتها في رسالتك منذ أن دخلت في مرحلة الإدراك، ولا يمكن أن تكون منذ الولادة، قد تكون لاحظتَ هذه المتغيرات في بدايات الطفولة المتأخرة، هذا هو عمر الإدراك الحقيقي.

وما ذكرته في معظمه هو انعكاس لسمات شخصيتك وحالتك المزاجية، الذي يظهر لي أنه لديك تقلُّبات مزاجية واضحة جدًّا، وهذا هو الذي أدَّى إلى التناقض الكبير في مشاعرك وعدم ارتباطك بالواقع في بعض الأحيان وافتقاد المنطق، وفي أحيانٍ أخرى تكون متفاعلاً بصورة معقولة، ثم تنعزل، وهكذا.

ويا أخي الكريم: هنالك شيء مهم جدًّا يجب أن أنبِّه إليه وهو أن تقييمنا لأنفسنا كثيرًا ما يكون غير دقيق، خاصة إذا تسلَّط علينا الفكر التشاؤمي، الإنسان قد يُقلِّلُ من قيمة ذاته، وقد يلصق بنفسه أشياء غير موجودة، أو قد يُعطي نفسه سماتٍ قد لا تكون دقيقة.

أنا أعتقد أن حالتك تحتاج للمزيد من الدراسات النفسية، وهذا قطعًا يتمّ من خلال الذهاب لمقابلة الطبيب. اذهب - أخي الكريم - وقابل الطبيب النفسي، الطبيب سوف يقوم قطعًا بمناظرتك وفحصك بصورة تفصيلية ودقيقة، يأخذ منك ما يُسمَّى بالتاريخ المرضي الكامل، ومن ثمَّ تُجرى لك بعض الفحوصات وبعض الاختبارات المتعلقة بشخصيتك وحالتك المزاجية، ومن ثمّ نصل -إن شاء الله تعالى- إلى التشخيص الدقيق، الذي من خلاله يمكن للمختص أن يقوم بوضع الخطة العلاجية والإرشادية بالنسبة لك.

فأرجو - أخي الكريم - أن تذهب وتقابل الطبيب، حتى وإن لم يكن هنالك طبيبا في المنطقة التي تعيش فيها، ابحث عن طبيب في أقرب مدينة، لأن هذا الموضوع مهم، لا بد أن تكون هنالك مقابلة إكلينيكية مباشرة مع الطبيب، ولا أعتقد من خلال هذه الاستشارات الالكترونية يمكن أن نُسدي لك نُصحًا أكثر من ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً