الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصيبت أمي بمسامير لحمية في قدميها وتسبب لها ألماً شديداً.. ما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمي تعاني منذ حوالي السنتين من وجود مسامير لحمية في أسفل قدميها، وهذه المسامير اللحمية ممتدة للداخل بشكل دمامل تسبب لها ألماً شديداً أثناء المشي، والسؤال يا دكتور: هل يوجد هناك أي علاج يساعد في التخلص منها؟ أرجوك أن تذكره لي، وهل صحيح أن العمل الجراحي هو أفضل شيء؟ وهل للعملية أي مضاعفات؟ وهل صحيح أنها تعاود الظهور بعد العملية؟
وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مسامير اللحم سببها فيروسات، وتُسمى بالثآليل الأخمصية، وهي مؤلمة ومعدية، والعمل الجراحي هو ليس أفضل شيء، بل على العكس يجب تجنبه في الأخمصين، كما سنفصل فيما بعد، وأما عودة المرض، فهذا أمرٌ يرجع إلى عوامل عديدة، وبسبب تهيؤ أسباب العدوى، أو بسبب العلاج الناقص، وهذا ملخص عام عن مسامير اللحم تلخيصاً وعلاجاً:

سبب الثآليل الأخمصية فيروس، وهو مرض معد (أي ينقل العدوى) باللمس، خاصةً إذا كان الجلد مبتلاً، أو إن حصل تماس صميمي، أو كان أحد الجلدين مقشوراً أو مسحوجاً، وتنتقل العدوى باللمس المباشر، أو باللمس غير المباشر، ومع أنه مرض معد، إلا أنه ليس بالمرض الخطير، ولكنه مُزعج.

العلاج: وينقسم إلى قسمين: سببي ودوائي.

فأولاً: العلاج السببي، ويكون بتجنب اللمس مع المرضى، خاصةً الحمامات المشتركة، وما يستعمله الناس فيها، فعلى المريض ألا يعرض غيره للعدوى باستعماله الأدوات المشتركة، وعلى غير المريض تنبيه المريض، ونشر هذا الوعي الصحي، وكذلك فالمريض يمكن أن ينقل العدوى في جسمه من موضع لآخر باللمس أو عن طريق تبديل الجوارب المبتلة ووضع اليمين في الشمال والشمال في اليمين.

ثانياً: العلاج الدوائي، وله وسائل عديدة نعددها باختصار:

1- التقشير اليومي، ووضع أحد المستحضرات التجارية العديدة التي تحوي مواداً كاوية مخربة، مثل الفيرومال، أو الديوفيلم، أو حمض الصفصاف بتركيز 40% فوق الثؤلول بحذر، دون إصابة الجلد الطبيعي المجاور، أو بعد حماية الجلد المجاور بلزقة طبية أو دهن الفازلين، ويجب الاستمرار اليومي بالدهن، إلى أن يُقضى عليها تماماً، وإلا نكست (أي ظهر المرض من جديد) وانتشرت، وقد تحتاج فترةً طويلة تصل إلى عدة أسابيع، وأحياناً عدة أشهر.

2- التخثير البارد بالآزوت السائل، ولا يُستعمل إلا بيد الطبيب، ويُعتبر من العلاجات المستعملة بكثرة، وتختلف درجة النجاح حسب شدة الإصابة وعدد الآفات وخبرة الطبيب المعالج.

3- التخثير الكهربائي، ولا يُلجأ إليه في أخمص القدم؛ لأنه يؤدي إلى تشكيل ندبة مؤلمة قد تكون أسوأ في الإزعاج من الثآليل نفسها.

4- المنومايسين وهو غالٍ وغير متوفر في أسواقنا المحلية، ولا يُستعمل إلا بيد الطبيب الخبير.

5- مركب السولكوديرم، وهو فعّالٌ جداً وقوي، ولكنه أيضاً لا يستعمل إلا بيد الطبيب الخبير به، وهو أيضاً من الأدوية غير المتوفرة في أسواقنا المحلية حالياً.

6- الليزر، وهو فعال ولكنه مكلف، وهو كمن يضرب مسماراً صغيراً بمطرقة ضخمة.

7- الاستئصال الجراحي، ولا يُلجأ إليه في أخمص القدم؛ لأنه يؤدي إلى تشكيل ندبة مؤلمة قد تكون أسوأ في الإزعاج من الثآليل نفسها، مثله مثل التخثير الكهربائي.

8- يمكن المشاركة بين أكثر من طريقة.

9- المهم في العلاج هو الاستئصال وليس التحسن، أي أن نستمر إلى أن يختفي المرض 100% وليس 99% وإلا لعاد أو انتشر .

ختاماً: الموضوع بحاجة إلى المبادرة بالعلاج قبل أن ينتشر المرض، والعلاج المبكر أسهل، وكلما كان أبكر كلما كان أسهل، ويجب حال البدء بالعلاج عدم إيقافه إلى أن يتم الشفاء؛ وذلك لأن بدء الهجوم على الثآليل يعطيها المبرر للدفاع عن بقائها والتكاثر، لذلك يجب أن تكون البداية مستمرة إلى النهاية، أي القضاء الكامل على هذا الفيروس المتطفل إجبارياً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً