الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نومي بالليل قليل وأريد أن أرجع لطبيعتي.. كيف ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ حوالي ستة أشهر فجأة، ودون رغبة مني أصبحت أسهر الليل، وأنام النهار ما أثر ذلك على نفسيتي، فأنا أحب الحياة الطبيعية، وحاولت بكل الطرق أن أعود إلى طبيعتي –والحمد لله بدأت أعود ولكن بشكل متقطع، والسبب في ذلك أنني الآن أعاني من النوم القليل في الليل، بمعني أنني لا أستطيع أن أنام بالليل أكثر من ثلاث أو أربع ساعات فقط، ثم بعد ذلك يأتي النوم بشكل قوي في النهار، وأدخل في نوم عميق ما يؤثر ذلك على نومي بالليل، وحتى أعود لترتيب هذا الخلل يأخذ مني يومين أو ثلاثة، وهكذا، حاليا أقوم بعمل ريجيم ورياضة للتخسيس.

خلاصة الأمر: أحب الحياة الطبيعية النوم ليلا، والعمل نهارا، فما هو تشخيص حالاتي؟ وهل لها حل؟

أشكركم .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونرحب بك في الشبكة الإسلامية.

ليست لديك علَّة أو مرض نفسي أو خلافه، الذي يحدث لك هو ناتج ممَّا يمكن أن نسميه اضطرابا في الدورة الطبيعية للساعة البيولوجية، ويُعرف أن الحياة كلها تسير على إيقاعات الليل والنهار، والشمس والقمر، والنور والظلام ... وهكذا، وجسم الإنسان أيضًا يتبع هذا النسق الإيقاعي خاصة فيما يتعلق بدورة النوم، ولذا هنالك ما نسميه بالساعة البيولوجية، إذا حدث فيها اضطراب، مثلاً أن يتعود الإنسان أن ينام ليلاً فمن الطبيعي ألَّا ينام بالنهار... وهكذا، ونعرف أن الذين يعملون بنظام الشفتات والمناوبات أو الورديات يجدون صعوبة كبيرة في بعض الأحيان على التكيُّف على النوم، وكذلك الذين يعلمون في النقل الجوِّي من طيَّارين ومُضيفين وخلافه، أيضًا يُعانون كثيرًا في موضوع اضطرابات النوم إلى أن يتعودوا على الطريقة المناسبة التي تناسبهم، وهذا يتطلب وقتًا للساعة البيولوجية لتعود إلى مساراتها التي تناسب حياة الإنسان.

المطلوب منك - أيها الفاضل الكريم - هو أن تُجاهد نفسك ألَّا تنم في أثناء النهار أبدًا، وأن تثبت وقت الذهاب إلى الفراش ليلاً، وأن تتجنب تمامًا تناول الميقظات في فترة المساء، من المغرب مثلاً إلى أن تنام، من الساعة الخامسة أرجو أن تبتعد تمامًا عن تناول الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة، وكل محتويات الكافيين يجب أن تبتعد عنها، ويا حبذا لو قرأت شيئًا قبل النوم، واحرص على أذكار النوم، وابتعد عن كل ما هو مثير قبل النوم، وتلقائيًا سوف يأتي النوم -إن شاء الله تعالى- ويتحسَّن.

حالتك ليست مرضية أبدًا، وحتى نُساعدك -إن شاء الله تعالى- في تعجيل هذا التحسَّن في النوم، هنالك أدوية بسيطة جدًّا، أنا لا أحبُّ أن أعطي المنوبات؛ لأن التعود عليها قد يحدث، لكن هنالك بعض مضادات القلق ومضادات الاكتئاب حين نُعطيها بجرعات صغيرة تُحسِّن النوم حتى وإن كان الإنسان ليس قلقًا أو مكتئبًا، من أفضلها العقار الذي يُعرف باسم (ريمارون)، واسمه العلمي (ميرتازبين)، يمكنك - أخي الكريم - أن تتناوله بجرعة نصف حبة - أي 15 مليجرام - ليلاً، ساعتين قبل النوم، تناوله لمدة أسبوعين، ثم اجعل الجرعة ربع حبة ليلاً لمدة أسبوعٍ آخر، ثم توقف عن تناوله، هذا -إن شاء الله تعالى- يُساعد كثيرًا في تنظيم النوم لديك، ويجعله نومًا ليليًا، وأهم شيء أن تتجنب النوم النهاري.

ممارسة الرياضة قطعًا فيها فائدة كبيرة، لكن موضوع التخسيس يجب أن يكون متدرِّجًا ومتأنِّيًا، وأنصحك أيضًا ألَّا تمارس رياضة في وقتٍ متأخر من الليل؛ لأن ذلك لا يُساعد على النوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن الحمدلله

    عليك اخي بقراءة ايات السكينه والطمانينه والنوم..قبل النوم مباشره رح تنام وادعيلي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً