الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي لا يستجيب للنداء ويقوم بحركات غريبة، ما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع، جعله الله في موازين حسناتكم.

أنا سيدة، ابني عمره سنتان وشهر، أقيم في دولة أوروبية، ليس لدينا أقارب، ومعارفنا قليلة جدا في المدينة التي نسكن بها.

قبل أن يتم ابني السنتين كان كثير الحركة والعبث، وعندما أكمل السنتين لاحظت بأن هناك أشياء غريبة تحصل له، فمثلا: التواصل البصري لديه ضعيف نوعا ما، وعندما أناديه لا يستجيب لاسمه، رغم أن سمعه جيد، وعندما أشير له لا ينظر للأشياء التي أشير لها، أحيانا يضحك مع نفسه بدون سبب فجأة، لكن لا يطيل الضحك، كان يتابع التلفاز كثيرا طوال اليوم، كنت أشغل له أغاني الأطفال باللغة الإنجليزية، وهذا الشيء جعل أغلب الكلمات التي ينطقها بالإنجليزية.

مشاعره طبيعية تجاهنا أنا وأبوه، يبكي إذا خرجنا، يكتسب مهارات مثل: يريد أن يأكل ويلبس الحذاء بمفرده، كنت أتابع نموه عند الطبيبة منذ عمر 6 أشهر، وكان نموه طبيعيا، لكن لدي مخاوف لماذا لا يستجيب للنداء، ولماذا الضحك فجاة (يعني مرة باليوم)، هل لأنه يشعر بالوحدة؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aish حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بعد أن قرأتُ رسالتك، وقبل أن أختم قراءتها أتاني شعور أن هذا الطفل ربما يكون لديه علّة في سمعه، لكن في السطر الأخير أوضحتِ أن سمعه جيد، هذه بشارة طيبة جدًّا، الطفل الذي لا يستجيب للنداء غالبًا يكون عنده مشكلة في السمع، ما دام تواصله الاجتماعي طبيعيا.

وأود أن ألفت نظرك لشيء مهم: أن هنالك تفاوتات بين الأطفال، هذا التباين والتفاوت في القوة الارتقائية والإدراكية للأطفال تتفاوت، وكذلك نموهم، ونحن لا نتخوّف إلَّا إذا مثلاً لاحظنا أن الطفل متخلِّفًا عن عمره 12 شهرٍ تقريبًا، يعني الأشياء التي يجب أن يعملها في عمره المعيَّن يجب ألَّا تقِل عن ما يقوم به طفلٍ يصغر عنه بسنة تقريبًا.

ما دام الأطباء المختصين قد أكدوا لك أن الطفل طبيعي -الحمد لله- وليس هنالك مؤشرات لإصابته بالذواتية أو التوحّد، أعتقد أن الطفل يحتاج للمزيد من الاندماج مع الأطفال.

أعرفُ أن العيش في بلدٍ أجنبي قد لا يوفّر هذه الخاصّية الاجتماعية، لكن إذا أُلْحِق بروضة، أو أي مكانٍ فيه تجمُّع للأطفال، أو من خلال الأُسر التي تعرفونها، أعتقد أن هذا سوف يُتيح فرصة جيدة للطفل من أجل النمو، وتحسُّن حالته الإدراكية، كما أرجو أن تُلاعبي الطفل بألعاب تُناسب عمره، شاركيه هذه الألعاب، وقلِّلي من مكوثه أمام التلفزيون، وحين يجلس للتلفزيون حاولي أن تكوني بجانبه، أن تشرحي له، أن تصرفي انتباهه في بعض الأحيان، هذا أيضًا نوع من التفاعل الجيد.

الضحك المفاجئ هذا -حقيقة- له عدة تفسيرات، منها: أن الطفل يأتيه إحساس خيالي معيَّن، هو الذي يجعله يضحك، أو أنه يفسِّر ويؤوّل شيئًا أمامه بما يُناسب عالمه الطفولي، هذا قد يجعل الطفل يضحك بهذه الكيفية، ولا بد أن أكون معك واضحًا: في بعض الأحيان الأطفال الذين لديهم محدودية في الذكاء ربما تظهر لديهم هذه الظواهر أيضًا، لكن لا تشغلي نفسك بها، والطفل من خلال رسالتك -ومن خلال ما أوضحته لك الطبيبة التي تتابعه- أنه طبيعي، فيجب أن نأخذ ذلك، فقط يحتاج للمزيد من الاستشعار والتفاعل الاجتماعي من خلال: اللعب مع أطفالٍ آخرين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً