الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أتقدم لاختبار عمل أنجح فيه وعند التوظيف تذهب لغيري، فهل أنا مسحور؟

السؤال

السلام عليكم.

تعطل عملي، وكلما أدخل معاينة عمل أنجح فيها، ولكن لا يتم استيعابي في العمل، وتذهب الوظيفة إلى شخص آخر، ولي على هذا الحال 4 سنوات ونصف، فهل هنالك عين أو حسد أو سحر؟

مع العلم أن أعدائي هم أعمامي، ودائما يفعلون هذه الأشياء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أخي الكريم، وردا على استشارتك أقول:
العين حق، والحسد والسحر حقيقتان نطق بهما القرآن والسنة النبوية، ولكن لا ينبغي أن نعتقد أن كل ما يحدث لنا سببه الحسد أو السحر، بل قد تكون هنالك أسباب أخرى هي التي أعاقتنا عن عمل ما أو كانت سببا في حصوله.

من الأسباب التي تصرف عن الإنسان الرزق وتحرمه منه الذنوب، كما قال عليه الصلاة والسلام: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).

قد يكون من الأسباب التي تجعلك تفقد فرصة العمل وجود فساد ورشاوي، فتقدم غير المؤهل على المؤهل، وتقدم من فشل أو أخفق في الاختبار على من نجح، ولعلك تدرك أن هذا الداء قد انتشر في طول البلاد الإسلامية وعرضها إلا ما شاء الله تعالى.

يمكن أن يكون ذلك ناتجا عن حسد أو سحر، فذلك أيضا من جملة الأسباب، وفي هذه الحال عليك أن تعرض نفسك على راق أمين وثقة كي يشخص حالتك، فإن تبين أنك تعاني من ذلك فاستمر بالرقية حتى تبرأ -بإذن الله تعالى-.

إن تبين أنك مصاب بالحسد وكنت تتهم أشخاصا محددين فأسرع شيء في العلاج هو أن يغتسلوا وتأخذ الماء الذي اغتسلوا به فتغتسل به، وإن لم تتهم أناسا محددين فالرقية نافعة.

أنصحك أن تحافظ على أذكار اليوم والليلة، فذلك سيكون حرزا لك من الشرور كلها -بإذن الله تعالى-.

أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة، وسل الله تعالى أن يرزقك وييسر أمورك، وأكثر من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

اعمل بالأسباب الجالبة للرزق ومنها:
* تقوى الله تعالى يقول سبحانه: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ).
* التوكل على الله كما قال سبحانه: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً).
* بر الوالدين وصلة الأرحام ففي الحديث: (من أراد أن ينسأ له في أثره ويبسط له في رزقه فليصل رحمه).
* الاستغفار يقول تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
* شكر الله على نعمه الكثيرة التي لا تحصى، فذلك من أسباب الزيادة يقول تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).
* انتقل إلى منطقة أخرى فقد لا يكون رزقك في المكان الذي أنت فيه أو حاول الخروج من بلدك إلى بلد آخر، يقول تعالى: (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً).
* قد لا يكون رزقك في الوظيفة التي تبحث عنها، فحاول البحث عن عمل آخر فقد يفتح الله عليك بسببه.
* أكثر من تلاوة القرآن الكريم يطمئن قلبك، يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً