الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعتبر الفصام مرضا وراثيا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 25 سنة، عندما كنت في الثانية عشر من عمري، تعرضت لحالة أنني كلما ذهبت لمكان ما فإنني أرغب بالعودة سريعا للمكان الذي قبله، وهكذا، مع وبكاء وشعور بالملل.

ذهبت لدكتور نفسي، وصف لي علاجا لعدة أيام، لكن منذ ذلك اليوم وأنا أشعر بالاكتئاب، وعندما دخلت الجامعة تدهورت حالتي، وكنت أعاني من كآبة مستمرة، ولا زلت أقاوم هذا الشعور، ولكن ازداد الوضع سوءًا، ودائما أشعر بكآبة شديدة، وألم نفسي شديد جدا، وفقدان الطاقة.

كما أعاني منذ سنتين من نزلات برد عنيفة، وأصبت بالضغط المرتفع، وتعالجت منه، وذهبت لعدة أطباء نفسيين، وأخذت أدوية كثيرة جدا دون جدوى، وحاليا أتناول لوسترال 50 مجم، وأعاني من ضغط في الرأس، وتشتيت في التركيز، وكز على الأسنان، وصعوبة في النوم، وفقدان الطاق، وعدم القدرة على العمل، وأفقد الاستمتاع بالحياة، وأعاني من نوبات من التوتر والقلق والخوف وفقدان الأمل، أريد معرفة التشخيص والعلاج الفعال والمناسب، خاصة مع ضغطي المرتفع، وعلاجا فعالا للألم النفسي المرير الذي أعاني منه بصورة كبيرة معظم الوقت، علما بأن والدتي وخالي وخالتي يعانون من الفصام، وقد تعرضت لأحداث أليمة في حياتي، فهل من الممكن أن أصل لحالة الفصام بما أنه وراثي؟

وشكرا لحضرتك يا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الأعراض التي ذكرتها ليس فيها أي عرض من أعراض الفصام المعروفة، وكلها أعراض اكتئاب نفسي، فقدان الطاقة، وعدم التركيز، وصعوبات النوم، وفقدان الاستمتاع بالحياة: كل هذه الأعراض -أخي الكريم- هي أعراض اكتئاب واضحة، ولا أدري منذ متى تستعمل اللسترال، وهل لم تستفد منه إطلاقًا، أم ساعدك بدرجة معقولة؟

إذا كنت تستعمل اللسترال أكثر من شهرين ولم تستفد منه على الإطلاق فيجب استبداله بدواء آخر، هنالك أدوية كثيرة ومعروفة، وقد يكون أنسب دواء للاكتئاب هو (فلوكستين) عشرين مليجرامًا، لأنه يزيد الطاقة ويُنشِّط، ويجب أن تأخذه يوميًا في النهار، وقد تحتاج في الأيام الأولى إلى جرعة صغيرة من دواء آخر للمساعدة في النوم، لأن الفلوكستين لا يُساعد في النوم، دواء مثل (ميرتازبين/ريمارون 15 مليجرام)، حبة ليلاً مع الفلوكستين، ويمكن الاستمرار في تناول الريمارون لمدة شهرٍ، والفلوكستين إذا حصل عليه تحسُّن يجب الاستمرار فيه لفترة لا تقل عن ستة أشهر.

هذا من ناحية ما تُعاني منه -أخي الكريم- وبخصوص والدتك وخالك وخالتك يُعانون من فصام: نعم طبعًا هذا يُوضح أن هناك تاريخ عائلي شديد لمرض الفصام، ولكن هذا أيضًا لا يعني حتمية أنك سوف تُصاب به، ولكن طبعًا إذا كان هناك أي شخص له أحد في الأسرة مُصاب بالفصام فهنا من ناحية إحصائية محضة فرص الإصابة بالفصام أكثر من فرص الشخص العادي، ولكن هذا لا يعني حتمية الإصابة بالفصام.

على أي حال -أخي الكريم- أرى أن تستمر في المتابعة المستمرة مع طبيب نفسي لمتابعة العلاج الذي تتلقَّاه للاكتئاب، وأيضًا تحتاج إلى دعم نفسي مستمر، وأنت ما زلت صغير السن وأمامك المستقبل والعمر الطيب -إن شاء الله تعالى-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا المبتعث

    شكراً على التثقيف

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً