الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدخلني والدي تخصصا غير الذي أرغب به، فتدهورت نفسيتي!

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب، انتهيت من المرحلة الثانوية، وحلمي أن أدخل إدارة أعمال، ولا أرغب أبدا في أي تخصص غيره.

ولقد قام والدي بإدخالي كلية طب، وأنا لا أريدها، ونفسيتي بدأت بالانهيار، فأنا دائما مكتئب، ودائما عقلي يعطيني احتمالات؛ مثلا: إذا حصل هذا الشيء اليوم فعندها لا تحقق رغبتي، أنا نفسيتي في تدهور وفكرت حينها في الانتحار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه ليست مشكلتك لوحدك، للأسف الشديد - أخي الكريم - مرَّت عليَّ أحداث كثيرة من طُلّاب أُجبروا بواسطة والديهم على دراسة شيء لا يُحبونه، خاصة دراسة الطب، وأثَّر هذا على نفسياتهم وأدائهم وسبَّب لهم الاكتئاب.

ومن تلك الحالات التي أذكرها طالبة جامعية في كلية الطب أُجبرت على دراسة الطب، وكانت تتعالج عندي، وقالت لي: (بمجرد أن أنتهي من الطب وأُرضي والدتي سوف ألتحق بالجامعة التي أريدها).

هذه مشكلة كبيرة في عالمنا - أخي الكريم - خاصة في العالم العربي والشرق الأوسط، وأرجو من الله تعالى أن يتغيَّر هذا التفكير، وأن يُتْرك كل شخص يدرس المادة التي يُحبُّها ويُريدها، هنا يحصل الإبداع والتطور والتقدّم.

أرى من ضمن الحلول الممكنة هي: إذا كان هناك شخص في العائلة قريب منك، مثل الخال أو العم أن تُقنعه ليقوم بإقناع والديك بأنك لن تستطيع الاستمرار في دراسة الطب؛ لأنك لا تُريده، وتذكر له ما تعاني من ضيق وتعب، وسوف ينعكس هذا على أدائك في الطب، وسوف يكونوا هم أول المتضررين؛ لأنك لن تنجح في شيء لا تريده أنت، وهم يريدون أن تكون طبيبًا.

أتمنى من الله العلي القدير أن تُقنع والديك بذلك، وإن لم تستطع يمكنك أيضًا الذهاب إلى طبيب نفسي لتشرح له ما قمت بشرحه في هذه الاستشارة، ويمكنه أن يطلب مقابلة والديك ويشرح لهما تأثير هذا الشيء على نفسك، وهذه كلها طرق لمساعدتك في الخروج من هذه الأزمة التي تعيشها.

وللفائدة راجع حكم الانتحار أو التفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً