الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعامل الفتاة مع شخص في العمل يتابعها في كل حركاتها

السؤال

خلال عملي لاحظت اهتمام أحد الزملاء -أصغر مني سناً- أهملته وحاولت تجنب تواجده قدر الإمكان ((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى))[النازعات:40-41]، هذا كان قبل 5 سنوات.
والذي حصل: متابعته لكل حركاتي وأماكن وجودي مستعيناً بشتى الوسائل وإثباته لي أنني تحت المراقبة الشديدة بالعديد من الوسائل السمعية، كأن يرن الهاتف وبدون وجود متكلم (صامت) في كل مكان أكون فيه وفي عدة أوقات غير مناسبة ومحرجة مع الحضور، أو الاستفهام عن أشخاص للتو غادروا المكان!

أرسلت له أخي الجامعي لطلب الكف والتزام الأدب فقوبل بالإنكار للموضوع وإنكاري! ثم زاد في إزعاجه لي! سألت عنه أخا صديقتي -عن طريقها- كان الجواب: "مؤدب متدين"، مرة واحدة تكلمت خلال رفعي لسماعة الصامت وقلت له بالنص: "ثم ماذا؟ لا حول ولا قوة إلا بالله، حسبي الله ونعم الوكيل"، فوجئت بتواجده في محل قريب من سكني وهو متعمد إعلامي بذلك! أخبرت أخي.
تقدم لخطبتي من هو كفء لي ولكن لم يشأ الله، إساءة استخدامه للهاتف لا زالت موجودة ولكن بتكرار أقل بكثير، من هو؟ ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحيرانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فقد أعجبني حرصك على شرفك وسمعتك وخوفك من الله، وأبشري فإن الله: ((يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا))[الحج:38]، وقد فعلت خيراً عندما أخبرت شقيقك بالأمر، فإنه كما قيل: (تعدو الذئاب على من لا كلاب له)، وهذا فيه براءة لك من الاتهام السيئ، ودليل على أنك من أسرة فاضلة، ولن يضرك ما يقوم به هذا الشخص المريض، وسوف يمل قريباً ويترك هذا الأمر إذا لاحظ منك إهمال هذه التصرفات التي يريد بها أن يضايقك؛ لأنك لم تسيري معه في طريق الغفلة ونسأل الله لك الثبات والسداد.

والصواب أن تظهري عدم الالتفات لتصرفاته، واستعيني بالله وتوكلي عليه: ((وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ))[الطلاق:3]، ولن يستطيع أن ينال منك شيئاً، وقد علم أهلك بحقيقة الأمر وغداً سوف يعلم الجميع أنه شخص مريض لأنه لا يفعل مثل هذا العمل إلا جاهل، ومن تتبع عورة الناس تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في قعر داره.

فحافظي على حيائك ووقارك ولا تردي عليه، ولا تهتمي بما يفعل لأن هذا هو أفضل علاج واستعيني بالله واشغلي نفسك بذكره وطاعته، ولا تشغلي نفسك بمتابعة تصرفاته، واطلبي من غيرك أن يرد على الهاتف، وسوف يمل ويندم، ونسأل الله أن يكفيك شر كل ذي شر.

ولا أظن أنه رجل مؤدب ولكن هذا يتظاهر، وسوف يفتضح أمره لأنه يخاف من الناس، ولا يخاف من رب الناس، وإنكاره لأخيك عندما سأله دليل على أنه يعرف أنه على خطأ، وإذا استطاع شقيقك متابعته لينال جزاءه فذلك خير، وإلا فاصرفوا النظر عن الموضوع بكامله.

والله لي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً