الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظهور نتوءات على الجلد

السؤال

يبلغ ابني من العمر 14 عاماً ويعاني من ظهور نتوءات على الجلد تسمى بالسنط ( عين السمكة ) وقد سبق وأزلناها من القدم، ولكن تكرر ظهورها في يده، فهل هناك دواء فعال لإزالتها وهل لتكرار ظهورها سبب ؟ وهل هي معدية -أفيدوني أثابكم الله- وجزاكم الله خيراً .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الوصف والتسمية والقصة تتماشى مع ما يسمى الثآليل الشائعة.

إن الثآليل الشائعة مرضٌ شائع، سببه فيروس يسكن الجلد ويُعطي أوامره للخلية التي يسكن بها للتكاثر تحت إمرته، وهو مرضٌ معدي، أي ينتقل بالتلامس، خاصةً إن كان التماس رطباً أو كان الجلد الملامس للثؤلول مخدوشاً.

إن تكرار عودة الثآليل إما يدل على العلاج الناقص، أي أنها لم تُستأصل كلياً، أو أن هناك عدوى جديدة، أو أن العدوى كانت ذاتية، أي من نفس الشخص ولكنه عالج المصدر قبل أن تظهر الأعراض في المواضع الأخرى، علماً بأن المرض ليس خطيراً حتى ولو طالت مدته، كما ويهيئ لعودته الرطوبة في الرجلين أو المواضع المصابة (كما في فرط التعرق).

وأما علاجها فنلخصه في التالي:

أولاً: العلاج السببي، وذلك بتجنب اللمس مع المرضى، خاصةً الحمامات المشتركة وما يستعمله الناس فيها، فعلى المريض ألا يعرّض غيره للعدوى باستعماله الأدوات المشتركة، وعلى غير المريض تنبيه المريض ونشر هذا الوعي الصحي، كذلك فالمريض يمكن أن ينقل العدوى في جسمه من موضعٍ لآخر باللمس أو عن طريق تبديل الجوارب المبتلة، ووضع اليمين في الشمال، والشمال في اليمين.

ثانياً: العلاج الدوائي، وله وسائل عديدة، نعددها باختصار:

1- التقشير اليومي، ووضع أحد المستحضرات التجارية العديدة التي تحوي مواداً كاوية مخربة، مثل الفيرومال، أو الديوفيلم، أو حمض الصفصاف بتركيز 40% فوق الثؤلول بحذر دون إصابة الجلد الطبيعي المجاور، أو حماية الجلد المجاور بلزقة طبية أو دهن الفازلين، ويجب الاستمرار اليومي بالدهن إلى أن يقضى عليها تماماً، وإلا نكست (أي ظهر المرض من جديد) وانتشرت، وقد تحتاج فترةً طويلة تصل إلى عدة أسابيع، وأحياناً عدة أشهر.

2- التخثير البارد بالآزوت السائل، ولا يُستعمل إلا بيد الطبيب، وتختلف درجة النجاح حسب شدة الإصابة وعدد الآفات، وخبرة الطبيب المعالج.

3- التخثير الكهربائي، ولا يُلجأ إليه في أخمص القدم؛ لأنه يؤدي إلى تشكيل ندبة مؤلمة قد تكون أسوأ في الإزعاج من الثآليل نفسها.

4- المونومايسين، وهو غالٍ وغير متوفر في أسواقنا المحلية، ولا يُستعمل إلا بيد الطبيب الخبير.

5- مركب السولكوديرم، وهو فعّال جداً وقوي، ولكنه أيضاً لا يُستعمل إلا بيد الطبيب الخبير، وهو أيضاً من الأدوية غير المتوفرة في أسواقنا المحلية حالياً.

6- الليزر، وهو فعّال ولكنه مكلف، وهو كمن يضرب مسماراً صغيراً بمطرقة ضخمة.

7- الاستئصال الجراحي، ولا يُلجأ إليه في أخمص القدم؛ لأنه يؤدي إلى تشكيل ندبة مؤلمة قد تكون أسوأ في الإزعاج من الثآليل نفسها، مثله مثل التخثير الكهربائي.

8- يمكن المشاركة بين أكثر من طريقة مما ذكرنا.

المهم في العلاج هو الاستئصال وليس التحسن، أي أن نستمر إلى أن يختفي المرض 100% وليس 99% وإلا لعاد وانتشر، كما وأن المهم هو استعمال الدواء المتوفر الفعال وليس الدواء المفقود أو الغالي، وأظن أنه يكفي استعمال فقط (العلاج السببي، ثم النقطة رقم 1 من العلاج الدوائي) فهو كافٍ في أغلب الأحوال.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً