الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يعاني من الاكتئاب ويرفض الذهاب إلى الطبيب فكيف نتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم..

ابني عمره 29 سنة، تخرج من الجامعة في سنة 2014، لم يعمل سوى 6 أشهر، ومنذ سنتين تقريباً معتكف في البيت، ولا يتكلم مع أحد، ولا يجيب على أي سؤال، ونحاول أن نقنعه بالذهاب إلى طبيب ولكنه لا يجيب، ومعظم الوقت نائم، وقليلاً ما يشاركنا الطعام، ومعظم المرات يأكل وحده ونحن نائمون، لا ندري ماذا نفعل معه؟!

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيدان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي الكريم: هذا متغير كبير في حياة هذا الابن - حفظه الله - كونه يعزل نفسه بالكيفية التي ذكرتها هذا أمرٌ ووضع غير طبيعي، وأنا أعتقد أن هذا الابن غالبًا لديه مشكلة نفسية، قد يكون هنالك نوع من الاكتئاب النفسي، قد يكون هنالك نوع من المخاوف، قد يكون الأمر يتعلق بحالة ذهانية.

فيا أخي الكريم: لا بد أن يتم فحصه بواسطة الطبيب، حتى وإن أتاه الطبيب إلى المنزل - إن كان ذلك ممكنًا - لكن هنالك وسائل لإقناعه، يمكن عن طريق أحد أصدقائه مثلاً أو أحد إخوته، ليس من الضروري أن يكون عن طريقك أنت فقط، يمكن عن طريق والدته، يتكلم معه شخص واحد، الشخص القريب له، وليس من الضروري أن يُقال له أنك مريض، بل يُقال له: نحن نلاحظ عليك نوعا من الإجهاد والإنهاك، ولماذا لا تذهب وتقوم بإجراء فحوصات طبية.

فإذًا - أخي الكريم - لابد لهذا الابن أن يتم فحصه، وأنا حقيقة أذكر لك حقيقة مهمَّة جدًّا، وهي: أن التدخل الطبي المبكر - خاصة في الأمراض النفسية - غالبًا تكون نتائج العلاج ممتازة جدًّا، أما إذا حصل تأخير وأطبق المرض في هذه الحالة - أخي الكريم - قد لا تكون النتائج العلاجية جيدة، فهذا الابن مسؤوليتنا، ويجب ألَّا نتركه أكثر من ذلك منعزلاً في البيت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً