الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكاذيب وإشاعات جعلت زملائي يبتعدون عني ويهينونني، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من بعض الأعراض النفسية، حيث كنت محبوبا بين زملائي، حتى افترى علي شخص بأكاذيب تسببت في ابتعادهم عني والإساءة إلي.

في السابق كنت أرد الإهانة بالإهانة، أما الآن فأسكت، وهذا يسبب لي ألما نفسيا، فلم أعد أمتلك الجرأة والشجاعة لرد هذه الأفعال السيئة من زملائي، وأصبحت ضعيف الشخصية، لا أعرف ماذا أفعل؟ وأشعر أن هذا غضب من الله علي، وأن ما يحدث لي تكفير للذنوب.

أرجوكم أفيدوني بطريقة تساعدني على العودة لما كنت عليه، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
- لا تشغل نفسك في الرد على من يسيء إليك، بل انشغل في إصلاح نفسك وإكسابها الإيمان والتقوى، فذلك كفيل في استحقاقك لمدافعة الله عنك، ألم يقل ربنا سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ).

- اتخذ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة لك، فكم أطلقت ضده الشائعات والأكاذيب واتهم في عرضه وكُذب في رسالته ولم يكن -صلى الله عليه وسلم- يشغل نفسه في الرد على كل صغيرة وكبيرة بل صمد وثبت في طريق تبليغ دعوة ربه حتى نصره الله تعالى وصار أولئك الذين وقفوا في طريقه من أتباعه.

- ابتعاد بعض زملائك عنك قد يكون فيه خيرا لك؛ لأن كثرة مخالطة الناس لا تفيد في الغالب شيئا سوى العبث في الوقت وتأثيم النفس في القيل والقال فلا تذهب نفسك حسرات عليهم لأنهم غير جديرين في أن تحرص على صحبتهم كونهم لا يتثبتون مما يقال ويتأثرون بتلك الشائعات ومن كانت هذه حاله صار كالريشة في مهب الريح تكفأها تارة يمينا وأخرى شمالا.

- احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وتدرج في سلم المعالى وسترى مع مرور الزمن أن الناس ستلتفت إليك وسيندمون وربما أتوك متأسفين وسيكذبون تلك الشائعات التي كانت تقال عنك.

- وثق صلتك بالله تعالى واجتهد في تقوية إيمانك فالإيمان يجلب للنفس الطمأنينة والحياة الطيبة، يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

- لو بقي الإنسان يرد على كل من أساء إليه لذهب العمر ولم ينته من ذلك ولفقد الإنسان الغاية التي خلق من أجلها.

- من الآداب القرآنية قوله تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ومن الآداب النبوية: (وأن أعفو عمن ظلمني).

- الزم الاستغفار وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم كما ورد في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

- أكثر من تلاوة القرآن الكريم وحافظ على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر احمد المصرى

    اشكركم شكرا جزيلا وجزاكم الله عنا خير الجزاء..ارتاح قلبى بهذه الكلمات وان شاء الله سأفعل ما اشرتم به الى والله المستعان

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً