الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركت التدخين لكنني عدت إليه بشراهة لسوء حالتي النفسية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 عاما، ذهبت لطبيب نفسي مشهور في الأردن، شخص حالتي بالفصام، لأنني كنت أعاني من هلاوس لمسية، وكنت أشك في أهلي بأنهم سوف يضرونني، كما أنني تعثرت في دراستي ولم أستطع الذهاب للمدرسة، وكنت لا أخرج من البيت وليس لي علاقات، هذا الكلام كله قبل سنة.

فوصف لي الطبيب علاج أنفيقا 12ملج، وسوليكس60 ملج، فتحسنت واستطعت أن أحصل على التوجيهي، لكن منذ شهر بدأت أوضاعي تختل بعدما قال لي أبي أنني سوف أذهب لمنطقة تبعد عنهم 200 كيلو للدراسة في الجامعة، وأنني سوف أعيش مع شباب آخرين.

ذهبت ولكنني لم أسجل، وعدت من هناك بتعب نفسي شديد لأنني لم أستطع الدراسة بعيدا عن أهلي، فبعدما كنت من أصحاب المسجد، وتركت التدخين، أصبحت صلاتي متقطعة، وعدت للتدخين بشراهة، وها هي السنة تدخل ولم أدرس أو أسجل في الجامعة، وقطعت علاقاتي فلا أخرج من البيت إلا للضرورة، لكن لم تعد الأعراض الأخرى لأنني مستمر على الدواء ذاته.

فما تشخيصكم لحالتي، وكيف أخرج منها؟ حيث أنني أفكر بزيارة معالج سلوكي معرفي، فما رأيكم؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بدأت بداية صحيحة بأن ذهبت إلى طبيب -كما ذكرت- مشهور في بلدك، وقام بالتشخيص اللازم، وأعطاك العلاج المناسب، واختفت الأعراض، ولكن -يا أخي الكريم- معظم الاضطرابات النفسية علاجها ليس علاجا دوائيا فقط، فدائماً نحن نشدد على أن العلاج دوائي نفسي اجتماعي، أي ندعو إلى الأدوية مع اتباع إرشادات ونصائح الطبيب، فيما يختص بالحياة ومسارها، واتخاذ القرارات المناسبة.

لذلك كان يجب المتابعة مع الطبيب الذي صرف الحبوب باستمرار، وليس فقط الاستمرار في الحبوب.

ومعروف أن الأمراض النفسية مثل: الفصام والاضطرابات الوجدانية تتأثر حدتها بتأثر الأحداث، فالذهاب بعيدا عن الأهل يؤثر، وقد يؤدي إلى انتكاسة، كما أن طبيعة الدراسة وطبيعة العمل كل هذه الأشياء تؤثر في مسار المرض، ولذلك يجب أن تكون هناك متابعة لصيقة مع الطبيب النفسي، واستشارته في كل خطوة يجب أن يخطوها الإنسان، ومع التعاون مع المريض ومستقبله.

ولذلك أنصحك بالرجوع مرة أخرى إلى الطبيب النفسي، وليس المشكلة العلاج السلوكي، ولكن المشكلة في تحديد أين تعيش، ومع من، وكيف تعيش؟ فهذا كله قد يؤثر في مسار المرض -كما ذكرت-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً