الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا مصاب بالباركنسون أم بمرض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على ما تقدمونه في موقعكم المميز.

عمري 38 سنة، ولست متزوجا، منذ 20 سنة وأنا عندي قابلية كبيرة للقلق والاكتئاب، وتعالجت بأدوية ssri من مرحلة إلى أخرى.

أحيانا تحدث أحداث وصدمات فأتأثر كثيرا، ويضطر الأطباء أن يصفوا لي أدوية ssri، في مرات كثيرة وimovane 7,5mg، ولا يأتيني النوم أبدا؛ فأظل أبكي كل ليلة بسبب ذلك، لكن مع تناول imovane 7,5mg يمكنني النوم.

منذ ثلاث سنوات وأنا آخذ دواء البروزاك (الفلوكستين) وقد حاولت عدة مرات أن أتوقف عنه، وكلما حاولت التوقف عنه تأتيني أعراض انسحابية، وبعد ذلك ترجع الحالة المرضية من جديد.

والأعراض كالتالي: قلق عام ومخاوف، وكذلك الرهاب، ولكن ليس لدرجة كبيرة جدا، ثقل في الرأس، رؤية نجوم أحيانا، آلام في الجسد كله، ودائما جسمي في حالة دفاعية لأني أخاف من الاسترخاء فأنا لا أستطيع الاسترخاء أبدا.

المهم هو أنني مؤخرا أوقفت البروزاك بعد تقليل الجرعة من 20 mg إلى 10 mg شهرين، والآن منذ 3 أسابيع أوقفته لأنني مع البروزاك لا أحس بالعواطف ولا أخشع عند قراءة القران، ولا أحس بالحزن عندما يقع شيء يحزن، ولا أفرح كثيرا عندما تكون هناك أحداث مفرحة.

الآن بعد التوقف عن البروزاك لثلاثة أسابيع أحس برجوع الأعراض التي ذكرتها أعلاه وأعراض القلق والمخاوف أكثر عندي من الاكتئاب.

والأعراض الآن بعد التوقف هي: ثقل في اللسان، وكثرة النسيان، وأحيان أتلعثم، وتهرب بعض الحروف، فتزداد حالتي خوفاً وضيقا في الصدر، وأعاني كثيرا من أوجاع في المفاصل والعضلات وآلام في أسفل الظهر.

الذي يخيفني هو بعض الرعشات، وتبدأ بعد خوف عام كنهزة تأتي، وهذه تسبب لي بطئا في الحركات، وخوفا من المشي والحركات؛ لأن الحركات أصبحت بطيئة جدا بعد التوقف عن البروزاك.

أنا الآن قلق جدا، هل هي أعراض الباركنسون التي بدأت تظهر لدي؟ مع العلم أن أمي مصابة بهذا المرض والحمد لله على كل حال.

الذي أريد أن أقوله هو: أن الأعراض هذه مثل ثقل في اللسان، والتلعثم، وهروب بعض الحروف، والرجفة والحركة اللاإرادية أحيانا كانت تأتي كل مرة منذ ثلاث سنوات كلما أوقفت البروزاك، أو حاولت تقليل جرعة، وحتى عندما أخفف جرعة imovane.

يعني أن هذه الحالة ليست جديدة، أحسست بها 3 مرات كلما توقفت عن البروزاك أو حاولت تقليل الجرعة من البروزاك أو imovane، وعندما أرجع إلى البروزاك خصوصا تختفي هذه الأعراض المذكورة آنفا: ثقل اللسان، والتلعثم، وهروب الحروف، والرجفة، وعدم الاتزان في المشي، كما أن مفاصلي متصلبة.

أنا الآن لا أعرف حالتي؟ هل عندي قلق أم أعراض باركنسون؟ أرجو تشخيص حالتي، فأنا قلق، وأنا الذي أساعد أمي المريضة.

جزاكم الله خيرا، وأسال الله أن يجزيكم خير الجزاء، إنه جواد كريم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Tarek حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك – أخي الكريم – واضحة جدًّا ومُتقنة، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أخي الكريم: من الواضح أن لديك شيئا من الاستعداد والقابلية للقلق، وكذلك قابلية لعُسْر المزاج، وتعالجتَ بأدوية ممتازة، وعلى رأسها الـ (بروزاك) أو الذي يُعرف علميًا (فلوكستين)، وهو من الأدوية المتميزة جدّاً، وحقيقة هذا الدواء – أخي طارق مع احترامي لوجهة نظرك- لا يُسبب آثارًا انسحابية أبدًا، لأن الفلوكستين بعد أن يتم التوقف عنه تبدأ فعالية إفرازه الثانوي والذي يُعرف باسم (نورفلوكستين)، والذي يظلُّ في جسم الإنسان لمدة أسبوع إلى أسبوعين، لذا لا تحدث أبدًا آثار انسحابية كيميائية بيولوجية من الفلوكستين، لكن ربما يكون هنالك أثر انسحابي نفسي، فبعض الناس –أخي الكريم– تكون أعراضهم مُهيمنة عليهم، وحين يفتقدون الدواء يحسُّون فعلاً بفقدٍ كبير، وهذا يُساهم في رجوع الأعراض بسرعة، وقد تكون الأعراض مُضاعفة، وأنا أرى أن هذا هو الذي حدث لك – أخي الفاضل الكريم -.

بالنسبة لخوفك حول مرض الشلل الرعاشي أو الـ (باركينسون/Parkinson's): أنا لا أرى –أخي الكريم– أن لديك شيئا من هذا المرض، لكن –ونسبةً لأن والدتك تُعاني منه– يُستحسن أن تُقابل طبيبًا.

أنا مهما بذلتُ جُهدًا لأطمئنك -دون ذهابك إلى طبيب– لن تكون طمأنتي لك صحيحة مائة بالمائة، بالرغم من قناعتي أنك لست مُصابًا بهذا المرض، لكن الفحص المباشر بواسطة الطبيب المقتدر أعتقد أنه سيكون مُقنعًا ومُهمًّا بالنسبة لك.

أخي الكريم: قلق المخاوف العام الذي يُهيمن عليك يجب أن تتداركه من خلال: أن توسِّع من صِلاتك الاجتماعية، أن توجِّه طاقاتك النفسية التوجيه الصحيح، أن تكون إيجابيًا في أفكارك وسلوكك وعواطفك؛ فالإيجابية حقيقة هي المعالج الرئيسي لكلِّ ما نعاني منه من توترات. وأن ترفع من مهاراتك، وأن تُحسن من إدارة وقتك –كما ذكرتُ لك– لأن إدارة الوقت إذا أحسنا في إدارتها وتجنَّبنا الفراغ الذهني والزمني؛ هذا يعود علينا بخير كثير جدًّا.

ويا أخي الكريم: ربما تستفيد من جرعة صغيرة جدًّا من أحد الأدوية المزيلة للقلق والتوتر والمخاوف، كعقار مثل (استالوبرام) والذي يُعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) بجرعة خمسة مليجرام يوميًا فقط -ربما تكون كافية جدًّا في حالتك-، مع حتمية ممارسة الرياضة، وتكثيف التواصل الاجتماعي – كما ذكرنا – والتفكير الإيجابي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً