الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قرأت عن أعراض الفصام فتأثرت بالخوف والقلق، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري ١٩ سنة، طالبة ثانوية عامة، بدأت معاناتي منذ ٧ شهور عندما قرأت على الإنترنت موضوعا عن أعراض الفصام، وبدأت لدي الوساوس حتى وصلت لدرجة الارتعاش من الخوف، وصراع قوي في داخلي، وكان يجب عليّ التركيز في الامتحانات، وبسبب هذا الموضوع والوسواس بالكاد نجحت، ولكني لم أستطع تحقيق حلمي في دراسة الطب، علما أنني قبل هذا كنت من المتفوقات.

ما زالت مخاوف الفصام تسيطر علي، وخائفة جدا من الفشل الدراسي، والقلق يسيطر علي، أرجوكم ساعدوني فقد تعبت من التفكير في المرض.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غصون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه المراحل عادية جداً وطبيعية أن ينزعج الإنسان ويصاب بشيء من الهرع والخوف الشديد حين يطلع على مواضيع ثارت الكثير من الجدل حولها، واكتسبت سمعة سيئة، وارتبطت كذلك بالوصمة الاجتماعية.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا حتى كطبيب في سنوات التدريب الأولى لي كنت أرى أن مرض الفصام مرض فظيع وبشع، لكن بعد أن أنعم الله علي بالمزيد من الإطلاع وحباني بالخبرة اللازمة وجدت أن مرض الفصام ودون أي مبالغة مثله مثل الأمراض الأخرى، بل ربما يكون أحسن من أمراض أخرى.

نعم نعترف أن هنالك حالات قليلة قد يكون فيها هذا المرض مطبقاً وشديداً ومعطلا لحياة الإنسان، لكن معظم حالات الفصام تعالج الآن بصورة ممتازة جداً، خاصة إذا كان هنالك تدخلا طبياً مبكراً ومهنياً وواثقاً ومتخصصا، فما مررتِ به أنتِ من تجربة فكرية -وأحب أن أسميه فكرية وسواسية- يحدث لكثير من الناس خاصة المتميزين من أمثالك.

أنت لديك سعة فكرية جيدة وقدرة على الاستيعاب وحب للمعرفة والإطلاع، وهذا يجعلك حساسة جداً حول تقبل بعض المعلومات، أتمنى أن يكون تفسيري هذا مقنع بالنسبة لك، وأقول لك اطمئني وأسأل الله تعالى أن يحفظك، و-إن شاء الله تعالى- لن يحدث لك أي فشل دراسي، نظمي وقتك، وجهي طاقتك، وحددي مقاصدك بوضوح واسعي لتحقيقها -إن شاء الله تعالى-.

وللفائدة راجعي هذه الاستشارات المرتبطة: (2157238 - 268650 - 233357 - 266888 - 2346741).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا غصون خالد علي

    شكرآ جزيلآ

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً