الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تدني مستوى الدراسة بسبب الوسواس وعدم التركيز وصرامة والدي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعمر 15 سنة، أعاني من تدني مستواي الدراسي منذ سنة، علما أني قبل ذلك كنت متفوقا، وكنت أعاني من الوسواس القهري منذ كنت بعمر 8 سنوات، واختفى في عمر 13 سنة، وهذه السنة عاد الوسواس، كما كنت أعاني من نوبات قلق وتوتر أصبت بها عندما مارست العادة السرية، ولكني أقلعت عنها في شهر سبتمبر 2016 فاختفت النوبات.

في بداية السنة الدراسية كنت متفوقا، ولكني بدأت أتراجع في فهم الرياضيات والفيزياء، وفي بقية المواد أقل.

راجعت طبيبا نفسيا، فوصف لي سولبريد 50 وهو مضاد للذهان، وفلوكستين 20 مضاد للاكتئاب، ومثبت للمزاج وبعض الفيتامينات التي تساعد على التركيز، وتوقفت عن المضادات بسبب أعراضها الجانبية، واكتفيت بالفيتامينات، لكن مشكلتي ما زالت مستمرة.

والدي صارم معي في هذه السن الحساسة والخطيرة، وكثرت المشاكل بيني وبينه، وأنا لا أصلي بسبب الكسل، ولست باراً بوالديّ كما ينبغي لأنني أصرخ بوجههما، وخاصة عندما يهيناني ويضرباني، فكيف أواظب على الصلاة؟ وكيف أبر والديّ؟

أرغب في دراسة الطب، وهذا يتطلب التفوق في الدراسة، فأرجوكم أرشدوني حتى أحقق أمنيتي، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، التغيرات في حياتك التي تحدثت عنها تغيرات مهمة وكبيرة، وقطعاً التغير نحو الأحسن يمكن أن يتم ويمكن أن يحدث، والإنسان يستطيع أن يغير نفسه إذا أراد ذلك، (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

من الأشياء الإيجابية جداً في رسالتك أنك تعرف الداء، فأنت تعرف الصعوبات التي تعاني منها، ويجب أن تدرك وبنفس المستوى -بل بمستوى أفضل- طرق العلاج التي تغيرك، مثلاً الصلاة، الصلاة -أيها الفاضل الكريم- لا مساومة حولها، ولا تربط قسوة والدك بتركك للصلاة، يجب أن تغلق كل أبواب الشيطان، والآن تبدأ وتنتظم في صلاتك، ويجب أن تفقه فقه الصلاة وبصورة ممتازة، جالس أحد العلماء أو إمام مسجدك للتدارس معه في فقه الصلاة، لأن المعرفة هي أساس التطبيق الصحيح، ولا تساوم نفسك حول هذا الموضوع أبداً، واعرف وأدرك أن الصلاة هي عماد الدين وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلحت الصلاة صلح كل عملك، فلا تفوت على نفسك هذه الفرصة وعليك أيضاً بمصاحبة الصالحين من الشباب، هذا مهم جداً -أيها الفاضل الكريم-، الرفقة الطيبة تعين على الخير، والرفقة السيئة تعين على الشر، أسأل الله تعالى أن يهديك.

أنت حقيقة لديك القدرة للتغير لأنك تركت ممارسة العادة السرية، وهذا يعتبر إنجازا عظيما ونجاحا يجب أن نهنئك عليه، بقي بعد ذلك أن أقول لك بشيء من تنظيم الوقت تستطيع أن تتغير وتعيش حياة طيبة، اعرف أن الوقت يجب أن يدار ويجب أن يصان، وحين نتكلم عن إدارة الوقت نريد الشباب من أمثالك أن يستمتعوا بوقتهم، أن تدرس، أن ترفه عن نفسك، أن تتثقف، أن تمارس الرياضة، أن تقرأ، لا شيء أبداً تحرم منه في هذه المرحلة الحياتية، وبحسن تدبير الوقت تستطيع أن تقوم بكل ذلك، فأريدك أن تضع جدولا زمنيا يومياً.

أفضل ما تقوم به هو أن تنام النوم الليلي المبكر لتستيقظ لصلاة الفجر وتبدأ يومك بداية صحيحة، وأريد أن أنبهك لشيء معين أن الاستيعاب الدراسي في فترة الصباح بعد صلاة الفجر ممتاز جداً، والدراسة لساعة واحدة في ذلك الوقت تعادل الدراسة لمدة 3 ساعات على الأقل في غيره من الأوقات، ابدأ هذه البداية، واجعل أيضاً لنفسك حصة رياضية أثناء اليوم، واهتم لتغذيتك، وكما ذكرت لك رفه عن نفسك بما هو طيب وحلال وجميل، اجلس مع والديك يجب أن تكون باراً بهما واعرف أن البر بالوالدين هو أحد أسباب الاستقرار النفسي الكبيرة جداً.

القلق والتوتر المصاحب للوساوس قطعاً هو الذي أفقدك سياق التفكير السليم والاستفادة من طاقتك النفسية الصحيحة، وما ذكرته لك هو الذي يساعدك -إن شاء الله تعالى- على تخطي هذه الصعاب، وأريدك أن تذهب إلى الطبيب النفسي مرة أخرى، أنت بالفعل تحتاج لشيء يزيل عنك التوتر والقلق والوساوس، وأنا أعتقد أن عقار فافرين أو عقار زوالفت سيكون أفضل كثيراً من السلبرايد أو البرزاك بالنسبة لك، أياً من الدوائين إن استعملته وبجرعة صغيرة سوف تستفيد منه كثيراً بشرط أن يكون لديك العزيمة والقصد والإصرار على تنفيذ ما ذكرته لك من تنظيم للوقت ومن الإقدام على التغيير بصفة تامة، لا ترضى لنفسك الدونية، واعرف أننا في عالم تنافسي، تصور نفسك بعد 5 أو 6 أو 10 سنوات من الآن ما هو رصيدك العلمي، ما هو رصيدك الديني، ما هو رصيدك الاجتماعي، أين الوظيفة؟

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً