الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي بخيل ويهددني بالطلاق والطرد

السؤال

السلام عليكم

زوجي بخيل، ومن أول عمري معه ومشاكلنا على المصروف لا تنتهي، متزوجة منذ 19 سنة، وأنا صابرة إلى أن يكبر أولادي ويعتمدوا على أنفسهم.

تراكمت الديون عليّ بدون علم زوجي، لأني أن أستر حالي وما أترك أولادي؛ لأنه دائما يهددني بالطلاق والطرد والضرب، وأنا أستر على حالي بالعافية، حاليا المشاكل تزيد، وهو يهدد بالطلاق، وأنا لا أعرف كيف أتصرف معه؟

تخطر ببالي فكرة الطلاق، وأن أتخلص من حياتي بلحظة، لكني خائفة على أولادي من بعدي.

زوجي عصبي لا يتفاهم أبدًا، وأهلي يقولون لي أرجع إليهم وأنفصل، لكن خوفي على أولادي يمنعني، خائفة أن انتحر وأموت كافرة وأولادي ينذلوا بقية عمرهم من بعدي.

ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nuha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالبخل صفة مذمومة كما ورد في بعض الآثار: (السخي قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار، ولجاهل سخي أحب إلى الله تعالى من عابد بخيل).

النفقة على الزوجة والأولاد من واجبات الزوج وإهمالهم، والبخل عليهم يعد من كبائر الذنوب كما قال عليه الصلاة والسلام: (كفي بالمرء إثما أن يضيع من يعول)، وفي رواية: (من يقوت).

أتمنى ألا تقومي بنفسك بشراء احتياجات البيت، بل اكتبي له المتطلبات واجعليه هو من ينزل للسوق لغرض الشراء حتى يعرف كم القيمة الحقيقية لتلك المواد، فلعله يدرك مكانتك، وما قمت به طيلة المدة السابقة.

إن رفض ذلك فاطلبي منه أن يدفع لك مبلغا مقطوعا شهريا، ولعلك من خلال تجربتك قد عرفت المبلغ المطلوب شهريا، وفي هذه الحال تجتهدين في الاقتصاد وتوفري شيئا من المبلغ للأمور الطارئة.

لا تقدمي له كل ما يطلبه، ولا تكلفي نفسك بشراء ما يحتاجه على حسابك الشخصي، ولا تستديني شيئا بعد الآن، بل كلما طلب منك شيئا اطلبي منه أن يشتري احتياجاته.

اجعلي أولادك هم الذين يطلبون حاجياتهم من أبيهم واجعليهم يشغلونه بالطلبات عله يدرك مسئوليته ويقوم بها ويشارك في هم تربية الأبناء، فإن قيامك بكامل المسئولية يغريه بالتخلي عنهم.

في حال مرض أحد الأبناء ـ لا قدر الله ـ اجعليه هو من يقوم بأخذه للمشفى، ويقوم بما يتطلب إلا في حال الضرورة القصوى، وتهربه فقومي أنت بذلك.

سلطوا عليه من ينصحه ويعظه ممن يقبل نصحهم، ويتقبل منهم دون أن يشعر أنك من طلب ذلك منهم.

اذكري له الديون التي تحملتها من أجل البيت، ومن أجل الأولاد فهو لا يدرك ما تحملته على كاهلك.

لا تظهري له ضعفك وخوفك على أبنائك، بل اظهري له الشجاعة وأنك قادرة على أن تتركي له أبناءه ليقوم بتربيتهم وتحمل مسئوليتهم، لئلا يجعله يضغط عليك أكثر.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يلهمه رشده ويبصره بعيوبه، وأكثري من دعاء ذي النون فما دعا بها أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

احتسبي الأجر عند الله في كل ما تقومين به، ووثقي صلتك بالله واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال الإكثار من الأعمال الصالحة، فذلك من أسباب استجابة الدعاء.

أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم كما ورد في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

اجعلي لنفسك وردا يوميا من القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد، ونسأل الله تعالى أن يلهم زوجك رشده، وأن يلين قلبه، ويبدلك راحة بعد التعب إنه على كل شيء قدير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً