الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قطعت علاقتي بمن أحب بسبب إخوتي، وما زلت أدعو الله أن يعيده إلي.

السؤال

السلام عليكم.

أحببت شخصا وطلبت من الله أن يوفقنا ويجمع بيننا، ولكن حدثت فجأة خلافات كثيرة بينه وبين إخوتي، وأخبرني بأنه لن يتخلى عني، ولكن أخوتي تمادوا في أخطائهم إلى الحد الذي لم يعد يتحملهم، وقال أنه يرفض أن يصاهر هذه العائلة، وأنه تحمل الكثير من أجلي.

أنا ما زلت أريده، وما زلت أتألم لفراقه كثيرا، وما زلت أصر علي الدعاء بأن يصلح الله ما بين عائلتي وعائلته ويجمع بيننا في الحلال، وأن يؤلف بين قلبي وقلبه لأنني أريده بصدق، وأنا على يقين أن الله قادر على فتح الأبواب المغلقة من جديد، وأنه سيستجيب الدعوة التي أدعوها منذ أكثر من سنة، كيف لي أن أصبر وأجدد هذا الصبر بداخلي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Doaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتي الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

الزواج رزق من الله تعالى ولا يستطيع العبد أن يتحكم به، بل المتحكم بذلك هو الله تعالى الذي قدر مقادير الكون كله فقال سبحانه: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء).

العبد يريد والله يريد ولا يمضي إلا ما أراده الله تعالى كما قال ربنا جل شأنه: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).

أنت لا تدرين ولا أحد غير الله سبحانه من سيكون زوجك، فإن كان هذا الشاب من نصيبك فالله قادر على أن يرده إليك ويصلح ما بين أسرتك وأسرته.

الزواج لا يأتي بشدة الحرص ولا يفوت بالترك، فمن كان من نصيبك فسوف تتمكنين من الزواج به ولو وقفت الدنيا كلها بوجهك، ومن ليس من نصيبك فلن تتمكني ولو أنفقت كنوز الدنيا.

أنصحك ألا تشغلي بالك بهذا الأمر ولعل الله صرف هذا الشخص عنك رحمة بك وإن ظهر لك أنه الشخص المناسب.

لا تعلقي نفسك بشخص بعينه مهما كانت مواصفاته، لأن ذلك سيسبب لك الحزن والاكتئاب فيما لو لم تتمكني من نيل مرادك، وعليك أن تسألي الله أن يرزقك الزوج الصالح.

لا تبقي تنتظرين السراب، بل إن أتاك من ترضين دينه وخلقه فاقبلي به لأن بقاءك منتظرة لهذا الشخص قد يفاجئك بأن يتزوج غيرك وتكوني بهذا قد فوت على نفسك خيرا.

الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

أكثري من تلاوة القرآن الكريم وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وتحيني أوقات الإجابة وسليه سبحانه أن يختار لك ما فيه الخير وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، وعليك أن تكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح إنه على كل شيء قدير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً