الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب الخوف الذي ينتابني في كل شيء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

شكرا على جهودكم المبذولة في حل أزمات الكثيرين، وبدون مقابل مادي، حقاً، فكرة هذا الموقع رائعة، لذلك قررت أن أكتب لكم مشكلتي وكلي ثقة وأمل بأن أعثر على ضالتي عندكم.

أنا شابة في ال23، تخرجت حديثا من كلية مرموقة، ومشكلتي هي الخوف، أخاف من كل شيء، أخاف من أن أفشل في العمل، حتى أنني قررت أن لا أعمل (حالياً)، أخشى ألّا يكون عملي متقناً كما يجب، مع أن بعض من أعرفهم في الجامعة هم طلاب كسالى حقاً ولا يتقنون شيئا، مع ذلك يعملون، لا أدري كيف؟

أخاف أن أقود السيارة، لكي لا أُصيب أحدا أو أكسر السيارة، فقررت ألا أقود، مع أن إخوتي الأصغر بدأوا بالقيادة.

أخاف أن أُؤذي مشاعر الآخرين، لذلك أكون حذرة جداً في حديثي مع الناس، لكن الحديث يصبح مملا وبليدا وليس له نكهة، أخاف أن أعبر عما أُريد، كي لا أظهر بشكل غير لائق أمام من يعارض رأيي.

أخاف أن أتكلم الانكليزية أمام أحد، أشعر أنني سوف أُخطئ، مع أن دراستي كلها باللغة الانكليزية وأفهمها جيدا جدا.

أخاف أن أناقش أحدا، فأبدو بلهاء مع أنني أحيانا أمتلك الحجة التي تمكنني من إقناع محدثي، فما السبب؟ ولمَ كل هذا؟

لفتة عن تربيتي: أنا أكبر الأولاد والأحفاد، في صغري طفلة مدللة تحب الكمال والمثالية، وما زالت لدي هذه النزعة للمثالية وحب إتقان كل شيء حتى في أبسط التفاصيل.

في الظاهر، شابة ناجحة جميلة، تخرجت وحققت ما تريده، طريقة كلامي ولغة الجسد لدي توحي بثقة كاملة بالنفس، لدي حضور جميل، عندما أُكلم أهلي عمّا أشعر به يستغربون، كيف لشابة في مثل مقوماتك أن تشعر بهذا الشعور؟ رغم كل ما تربيت عليه، لدي هذه الثقة المهزوزة بالنفس، أنا في حيرة شديدة، فما سبب انعدام الثقة هذا وهذا الخوف المسيطر منذ زمن ليس بقليل (عشر سنوات أو يزيد)؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شيء من الخوف مهمٌّ في الحياة، ورأسُ الحكمة مخافة وتقوى الله – كما يقولون – لكن إذا زاد الخوف عن حدِّه وصارَ مُحبطًا للشخص ومُعيقًا له في عمله وفي حياته هنا يُصبح خوفًا مرضيًا، والخوف قد يكون عرضا من أعراض مرض نفسي، خاصة القلق والتوتر والرهابات والاكتئاب، وقد يكون سمة من سمات الشخصية، أي أن بعض الناس عندهم سمة الخوف في شخصيتهم مُلازمة لهم، تزيد وتنقص بمقدار ما يتعرَّضون له من أحداث ومشاكل حياتية.

ويبدو من كلامك ومن استشارتك أن الخوف عندك سمة من سمات الشخصية، شخصيتك هي شخصية يتملَّكها الخوف مثالية، لا تميل للمخاطر، مُرتَّبة، تميل إلى التنظيم والمثالية، وحسَّاسة في نفس الوقت، حسَّاسة لما يقوله الآخرون، وعندك انعدام ثقة.

هنا يكون العلاج – أختي الكريمة – علاجًا نفسيًا، هنالك الآن مهارات نفسية لتقوية الذات، لكي يكون الشخص أكثر قوة نفسيًا، وقادرًا على مواجهة الصِّعاب، من خلال تمارين مُحدَّدة، ومهارات تُعطى له من خلال الجلسات النفسية، بحيث يُواجه هذه المواقف في الحياة بطريقة متدرِّجة ومنضبطة.

فإذًا نصيحتي لك بالتواصل مع طبيب نفسي، أو معالج نفسي، لمساعدتك في هذا الشأن.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر Aha

    شكراً جزيلاً

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً