الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق ورهاب وتناولت أدوية نفسية ولم تفد!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عانيت من قلق؛ فذهبت للدكتور قبل سنة وثلاثة أشهر، وتم تشخيصي بالرهاب الاجتماعي، وتحسنت حالتي من الرهاب، لكن القلق لا زال موجودا، بعد ستة أشهر شخصني الدكتور بفرط الحركة، وتشتت الانتباه، وأعطاني دواء ريدون 1 ملي، أخذته لمدة خمسه أشهر، ولم يفد معي، ثم أعطاني مع الريدون دواء سراتيرا لمدة شهرين، كذلك لم يفد، ثم كونسيرتا لمدة شهرين ولم ينفع، وقبل أسبوع ذهبت لطبيب آخر، فكتب لي ريدون حبة ونصفا لمدة أسبوعين إذا لم ينفع آخذ حبتين لمدة ثلاثة أشهر، ولا أعرف هل سيفيد معي أو لا!

ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار التميمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: أنتَ الحمد لله ذهبت إلى الطبيب وتمَّ تشخيص حالتك، وقد أُعطيت العلاج الدوائي اللازم، لكن لم تتحدَّث أبدًا عن العلاجات السلوكية، ففرط الحركة والقلق والتوتر يتطلب ممارسة الرياضة، يتطلب أيضًا أن تمارس تمارين استرخائية مكثَّفة، يجب أن تتدرَّب عليها، من المهم جدًّا أن تُنظِّم وقتك، أن تتجنب النوم النهاري، أن تعتمد على النوم الليلي، أن يكون غذاؤك غذاءً متوازنًا... أخي الكريم: هذه كلها متطلبات علاجية أرجو أن تحرص عليها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فواصل مع طبيبك، وأنا أعتقد أن الـ (ريدون) - والذي أعتقد أنه الـ (رزبريادون) - سيكون دواءً جيدًا وفاعلاً، أتفق تمامًا مع الأخ الطبيب الذي أعطاك ووصف لك هذا الدواء؛ فهو دواء فاعل وممتاز، فاصبر عليه، وربما تحتاج لتدعيم بسيط من أحد الأدوية الأخرى، الأدوية التي تؤدي إلى إزالة القلق وهدوء النفس، مثل الـ (سيرترالين) والذي يُسمَّى تجاريًا (زولفت) أو (لسترال)، ربما تحتاج له بجرعة صغيرة، فأرجو أن تُشاور طبيبك في هذا أخي الكريم عمَّار.

بالنسبة للأدوية التي أُعطيتَ لك سلفًا ولم تستفد منها، وهي: الاستراتير والكونسيرتا؛ فهي أدوية فعّالة، أدوية عظيمة جدًّا لعلاج فرط الحركة وضعف الانتباه، لكن -حقيقة- فائدته العلاجية لا تأتي إلَّا بعد وقتٍ من الزمن، ثلاثة إلى أربعة أشهر في بعض الأحيان، وعلى وجه الخصوص: الاستراتير دواء فائدته العلاجية لا تأتي إلَّا من خلال تجمُّع الجرعات، يعني: البناء الكيميائي للدواء يتطلب فترة، ويظهر أنك لم تستطع الصبر عليه.

هذه حقيقة علمية وددتُّ فقط أن أُشير إليها حتى لا تفقد الثقة في مثل هذا الدواء، وإذا كان فرط الحركة علّة مزعجة جدًّا لك سيكون الاستراتير هو الدواء الأفضل والدواء الأول، ولا شك في ذلك.

الكونسيرتا أيضًا دواء رائع وممتاز، لكن في بعض الأحيان قد يحدث شيء من التعود البسيط عليه، كما أنه قد يؤدي إلى ضعف في النوم لدى بعض الناس، وضعف في الشهية للطعام، لكنه أيضًا دواء رائع، ما دام يستعمل تحت استشارة طبية.

عمومًا أنت في هذه المرحلة لست في حاجة لهذين الدوائين، اتبع ما ذكرته لك، وتابع مع طبيبك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً