الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد تغيير دواء السيروكسات إلى السبرالكس، فما هي الجرعة المناسبة لي؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 28 سنة، أعاني من قلق وخوف وتوتر شديد، لدرجة عطل جميع أموري الحياتية كالزواج والوظيفة، عندي تردد، وغير قادرة على اتخاذ القرار، حياتي مملة وكئيبة، وأحس بكسل وخمول وتهيج بالمعدة والقولون.

أخذت دواء فافرين وبرزواك، ولم يناسبني، فقد سبب لي ألما بالمعدة، فغيره الدكتور إلى سيروكسات 20، استخدمته لمدة سنتين، ولكن لم أجد تحسنا كبيرا، وآثاره الانسحابية جدا متعبة، وأرغب بتغييره باستشارة منك إلى دواء سيبرالكس، فما هي طريقة إيقاف السيروكسات؟ وهل هو يسبب الإدمان وألما بالمعدة؟ فأنا لدي ارتجاعا والتهابا في المعدة؟ وما هي الجرعة التي أحتاجها؟

وجزاك ربي خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعانين من درجة بسيطة من قلق توتري، وربما هنالك نوع من الوسواس الخفيف أيضًا، وهذا هو الذي يؤدي إلى ترددك في اتخاذ القرارات الحياتية، أما الكسل والخمول فغالبًا يكون مرتبطًا بالقلق التوتري، والقلق التوتري أيضًا ينتج عنه شيء من عسر المزاج البسيط.

أنت محتاجة حقيقة -قبل الكلام عن الدواء- لأن تنفِّسي عن نفسك، أن تُعبِّري عن نفسك، ألَّا تحتقني نفسيًا، ألَّا تسكتي عن الأشياء التي لا تُرضيك، أن تُكثري من التواصل الاجتماعي. هذا نسميه بالتفريغ النفسي، وهو مهمٌّ جدًّا.

وعليك أيضًا بحسن إدارة الوقت، حسن إدارة الوقت يُبعد عنك التردد، ويجعلك تحسِّين بقيمة الإنجازات في حياتك، فاحرصي على ذلك.

أيضًا من المهم جدًّا أن يكون تواصلك الاجتماعي على مستوى الأسرة فعّال، ألَّا تعيشي في هامش الأسرة، أن تكوني في قلب وفي لُبِّ الفعاليات الأسرية، هذا مهمٌّ جدًّا، يعطي شعورًا بالإيجابية الداخلية في نفسك، وهذا قطعًا سوف يُساعدك كثيرًا.

لا بد أن تمارسي أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، هذه التمارين وجدناها مفيدة جدًّا، لإزالة الإجهاد النفسي والجسدي، وإزالة التوتر، والانقباضات النفسية الداخلية.

بالنسبة للدواء: هذه الأدوية متشابهة إلى حدٍّ كبير، الزيروكسات، الزولفت، السبرالكس، البروزاك، هنالك تشابه كبير بينها، لا أقول متطابقة، ولكن هنالك نوع من التشابه.

السبرالكس دواء رائع، ودواء ممتاز، وقطعًا آثاره الانسحابية أخفّ من آثار الزيروكسات، ويمكنك بالفعل أن تنتقلي وتُجرِّبي السبرالكس، ونسأل الله أن ينفعك به.

خفِّضي جرعة الزيروكسات إلى عشرة مليجرام – أي نصف حبة – وفي نفس اليوم تناولي السبرالكس بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة – استمري على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، بعد ذلك توقفي تمامًا عن الزيروكسات وارفعي جرعة السبرالكس إلى عشرة مليجرام.

الأمر في غاية البساطة. استمري على السبرالكس بجرعة عشرة مليجرام لمدة شهرٍ، ثم بعد ذلك ارفعي جرعة السبرالكس إلى عشرين مليجرامًا، وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعدها خفضي السبرالكس إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، وبهذه الكيفية تكوني إن شاء الله تعالى قد تناولت الدواء بمراحله الصحيحة، وهذا يمنع تمامًا إن شاء الله تعالى الآثار الانسحابية أو الآثار الجانبية الأخرى.

الدواء سوف يفيدك كثيرًا في آلام المعدة والارتجاع، والتركيز على الرياضة أيضًا مهم في هذا السياق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً