الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني حالات قلق وخوف شديد من أي شيء، كيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على دعمكم ومساعتدكم لكل الناس.

أنا شاب عمري 22 سنة، تخرجت من الجامعة وكنت من الأوائل على دفعتي، وكنت متفوقا جدا، ولكن بعد التخرج، وعند كل مقابلة للوظيفة ينتابني شعور بالخوف، فلا أستطيع أخذ نفسي، وتبدأ ضربات قلبي بالزيادة بشكل كبير جدا، ويبدأ صوتي بالارتجاف.

هذه المشكلة لا تواجهني فقط بمقابلات العمل، بل في مواجهة الجمهور، مع العلم أن هذه الحالة تبدأ بالانخفاض تدريجيا مع مرور الوقت في المحادثة، هذه الحالة دمرت مستقبلي، فاصبحت من شخص متفوق وناجح إلى شخص عاطل عن العمل، وعندي رعب شديد من مواجهة أي شخص، حتى وإن كان طفلا، وأصبحت أخاف من الذهاب لأي مقابلة للعمل.

وعندي أيضا مشكلة كبيرة وهي القلق, أتفه الأشياء تقلقني، وأفكر فيها لعدة أيام أو شهور، وأكون على علم بأن الموضوع تافه، وأشعر بسرعة ضربات القلب، ولكنني لا أستطيع التوقف عن التفكير فيه، أبدأ بوضع سيناريوهات متعددة في مخيلتي عن الموضوع، ودائما ما تكون سيئة.

كما تنتابني أيضاً حالات ضيق تنفس، وقلق شديد دون سبب، وأخاف من أبسط الأشياء كسماع أي صوت في الشارع، وأشعر بانتفاخ شديد في بطني دون ألم، وأصوات غازات وقرقرة عالية في البطن، مما يسبب لي الإحراج الشديد، مع العلم أنني أمارس الرياضة بشكل دائم، فما السبب في ذلك؟

أرجو التوضيح للسبب، وإعطاء الحل مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكرتَ في الفقرة الثانية من رسالتك بأنك الآن قلق بطبعك، وتفكّر كثيرًا، وتحمل همًّا لكثير من الأشياء، فهذا جزء من المشكلة في حدِّ ذاته، ويتطلب علاجًا نفسيًا، الشخصية القلقة، أو سمات القلق في الشخصية لا تُعالج بالأدوية، بل تُعالج بالجلسات النفسية، لكي يتعلم الشخص طرق الاسترخاء، وتخفيف التوتر، ومن طرق العلاج أيضًا الرياضة -كرياضة المشي مثلاً- يوميًا، وتغيير أسلوب الحياة، بأن يعيش الشخص حياة هادئة ومستقرة.

أما بخصوص الشق الأول من رسالتك، والذي يتعلق بالرهاب في مقابلات العمل والمناسبات الاجتماعية، فهذا رهاب اجتماعي -يا أخي الكريم- واضح أثره عليك، وأثّر على فرصك في الحصول على عمل، فهذا يتطلب علاجًا في حدِّ نفسه، ورهاب العلاج الاجتماعي يكون علاجًا دوائيًا ونفسيًا.

العلاج الدوائي: مثلاً حبوب (سيرترالين)، والذي يُعرف تجاريًا باسم (زولفت)، أو (لسترال)، خمسين مليجرامًا، يتم تناوله في البداية: نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وسوف تبدأ بالعمل بعد أسبوعين، وتحتاج إلى شهرٍ ونصف لكي تُساعدك في زوال معظم هذه الأعراض، وبعد ذلك تحتاج للاستمرار فيها لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم تبدأ سحبها تدريجيًا بخفض ربع الحبة كل أسبوع.

ويا حبذا لو كان مصاحبًا للعلاج الدوائي علاجا سلوكيا معرفيا، لتدريبك على كيفية المواجهة المتدرِّجة المنضبطة لهذه المواقف، ويكون هذا تحت إشراف معالج نفسي، وتتكون من عدة جلسات، وهذا في حدِّ نفسه مهم لكي تزول رهابات المقابلات الشخصية، وتُساعدك في الحصول على عمل مناسب مقدراتك ودرجاتك العلمية.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الكويت اشرف

    جزاكم الله خير لما تقدموه من خدمه انسانيه في استشاراتكم الرايعه ولكن عندي مشكله بالموقع اني لا اقدر ان اكتب سؤالي منذ ان سجلت فيه .لا ادري ما السبب ارجو الافاده .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً