الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطرابات هلع ومخاوف، فكيف الخلاص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة وبركاته

أنا شاب عمري 23 سنة، قبل 3 أشهر كنت في بلد موبوء بالملاريا فأصبت بها وعولجت منها -والحمد لله-، ثم أصابني التهاب في البول، وعولجت باستخدام المضادات الحيوية، وقبل 7 أشهر أصابتني جرثومة المعدة وتعالجت منها.

بعد ذلك جرحت بزجاجة مكسورة، وبعدها قرأت في الإنترنت عن التأثيرات المحتملة وكلها قادتني إلى التيتانوس، عندها أصبت بحالة غريبة، فجأة أصبحت نفسي ضيقة، وتسارعت ضربات قلبي، و عرقت بكثرة مع ارتجاف في الأطراف، في ذلك الوقت قلت إنه الموت، ولكن بعد ساعة تحسنت.

في اليوم التالي جاءتني الحالة ذاتها، واستمرت لمدة يومين، في هذين اليومين ذهبت إلى كثير من الأطباء، وجميعهم قالوا إن الفحوصات سليمة (فحصوات الملاريا، والتهاب البول والجرثومة)، ولكن ما زالت فكرة التيتانوس تعشش في رأسي لأنني قرأت أن الأعراض يمكن أن تتاخر لمدة 14 يوما.

نصحني والدي بالذهاب للطبيب النفسي، وشخص حالتي باضطراب هلع، وأعطاني الأدوية، وتعاطيتها لمدة 3 أسابيع وتحسنت كثيرا، ثم تكاسلت عن الرجوع للطبيب.

قبل شهر ونصف بدأت تأتيني المخاوف مرة أخرى، إلى أن أصاب فيروس التهاب الحلق جميع من في المنزل، عندها نظرت إلى حلقي فوجدت فيه حبة في المنتصف، فقلت إنها سرطان الحلق دون شك، لأنني قرأت عنه في الإنترنت، وأخذت المضادات الحيوية فتحسنت حالتي، لكن الحبة ما زالت موجودة، وظهرت حبة أخرى تحتها، بعدها لاحظت حبوبا منتشرة في اللوزة اليمنى، وعندما قرأت في الإنترنت قالوا إن سرطان الحنجرة يبدأ دائما بخلايا حرشية ،عندها تيقنت أنه سرطان في الحنجرة، فذهبت إلى الطبيب قبل أسبوع، وقال إنها حساسية، وأعطاني حبوب حساسية، ولكن دون جدوى، فما تشخيصكم لحالتي؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنك فعلاً تعاني من اضطراب الهلع ومخاوف مرضية، أو أعراض قلق وتوتر، وهي تكون عادةً مصاحبة لاضطراب الهلع، وهو من اضطرابات القلق، واضطراب الهلع -أخي الكريم- يحتاج لفترة معقولة من العلاج، ثلاثة أسابيع ليست كافية، وفي أحيانٍ كثيرة حتى بعد ذهاب الأعراض نطلب من المريض الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن سنة، لضمان عدم عودة الأعراض مرة أخرى.

فأنت استعجلتَ -أخي الكريم- في التوقف من العلاج بعد ثلاثة أسابيع فقط، ولذلك رجعتْ إليك المخاوف الوسواسية مرة أخرى، والخوف من الأمراض مثل مرض السرطان، وهلمَّ جرًّا.

حبوب الحساسية لا تُعالج القلق والتوتر، عليك بالرجوع إلى الطبيب النفسي مرة أخرى، وأخذ العلاجات والاستمرار فيها -أخي الكريم كما ذكرتُ-.

تحتاج للاستمرار في العلاج لفترة طويلة، بالتأكيد عدة أشهر، ليس أقل من ستة أشهر، وقد تكون سنة كاملة، حتى تختفي كل هذه الأعراض، وحتى تعيش حياة طبيعية ومتوازنة، فعليك بالرجوع إلى طبيبك النفسي في المقام الأول، ثم عليك بالاستمرار في العلاج الذي يصفه لك الطبيب، ثم عليك بالمتابعة المستمرة مع الطبيب.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً