الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خوف واضطراب وقلق عندما يتحدث إلي أحد، فهل من علاج لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم..

أولاً أهنئكم على هذا الموقع الجميل الأكثر من رائع، بعدما قرأت كثيرا في موقعكم أحببت أن أطرح مشكلتي لعلي أجد حلا لها.

أنا شاب عمري 20 سنة، كنت جريئاً جداً في المدرسة، وأستطيع المشاركة في الإذاعة المدرسية، وفي بعض الوقت كنت أشرح الدرس في الفصل، ولكني في السنة الأخيرة في المدرسة أصبحت لا أكثر الحديث مع الأصدقاء، وأكره التجمعات، وأحب أن أكون وحيداً، وعند دخولي للجامعة تطور الوضع أكثر، وعندما يكلمني الدكتور في المحاضرة أمام الطلاب فإني أجد صعوبة كبيرة في الرد عليه، حيث أصاب بجفاف في فمي، ولا أستطيع بلع ريقي، ويدق قلبي بقوة، وأرتجف، وأجد صعوبة في التنفس بشكل صحيح، وحتى لو تكلمت فإنه يظهر صوتي وكأنني خائف.

ذات مرة اتصل علي صديق وحولي مجموعة من الأشخاص في الجامعة، وحين كلمته قال لي ما بال صوتك؟ قلت لا شيء، وعندما سمعت تسجيل المكالمة لاحظت أن صوتي بدا كأنه صوت شخص خائف جداً، فعندما يكلمني شخص -حتى ولو كان على انفراد- فإني أرتبك وأقلق وينبض قلبي بقوة، وأجد صعوبة في بلع ريقي.

أصبحت لا أحضر الحفلات والمناسبات، حتى ولو كانت لأبناء عمومتي وأخوالي، ولا أجلس مع أصدقائي، حيث أنني كنت أجلس معهم وأحب أن أتصدر المجلس، ولكنني صرت عكس ما كنت تماماً، وإذا كنت جالسا في مجلس وحتى ولو لم يكلمني أحد فإني أجد صعوبة في بلع ريقي، وبعكس الجفاف الذي يأتيني عندما يكلمني أحد فإنني أشعر بأن ريقي أصبح كثيرا ولا أستطيع بلعه إلا بصعوبة بالغة، وحتى من يكون بجانبي فإنه يلاحظ هذا، وأنا أعاني من هذا كثيراً.

لدي مشكلة أخرى، وربما الأمران مرتبطان ببعضهما، ألا وهي الكآبة، ففي بعض الأحيان يصيبني شعور شديد بالكآبة لدرجة أنني أكره الدنيا وأتمنى الموت.

أتمنى مساعدتي بوصف الدواء اللازم الذي يكون بلا أضرار جانبية، وأتمنى أن تتفهموني وأن لا تقولوا لي اذهب إلى طبيب نفسي، فأنا لا أستطيع ذلك أبداً، والأمر ليس بيدي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المشكلة الرئيسية التي عانيت منها بعد دخول الجامعة هي مشكلة الرهاب أو القلق الاجتماعي، الذي يأتي بهذه الصورة التي ذكرتها، وصاحبه بعض الاكتئاب النفسي، وهذه ردة فعلٍ طبيعية، إذا استمر الرهاب الاجتماعي بدون علاج وعانى منه الشخص في حياته العملية أو الاجتماعية أو الأكاديمية فإنه طبعًا يؤدي إلى الاكتئاب والعزلة، وهذا ما حصل معك.

وعلاج الرهاب الاجتماعي – ابني العزيز – إمَّا يكونُ دوائيًا، أو علاجًا نفسيًا بالعلاج السلوكي المعرفي، ويفضّل دائمًا الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج السلوكي المعرفي في مجمله يعني: أن تواجه هذه المواقف بصورة متدرِّجة ومنضبطة، وتمارس الاسترخاء عندما يحصل القلق والتوتر، حتى يزول هذا الرهاب الاجتماعي.

أما الأدوية النفسية التي تُستعمل عادةً فمعظمها من فصيلة الـ (SSRIS)، ومن الأدوية لهذه الفصيلة التي أعراضها الجانبية بسيطة هو دواء الـ (سبرالكس)، عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – بعد الغداء لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة (عشرة مليجرام)، وتحتاج إلى شهرٍ ونصف أو شهرين حتى تزول معظم هذه الأعراض التي تعاني منها، وبعد ذلك يجب عليك الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفِّض الجرعة بالتدريج، أي اسحب ربع الحبة كل أسبوع، حتى يتم التوقف نهائيًا عنه في خلال شهرٍ.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً