الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دوالي الخصية واحتقان البروستاتا هل يؤثران على الإنجاب مستقبلا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

أنا شاب عمري 22 سنة، مارست العادة السرية لفترة طويلة، ومنذ فترة -الحمد لله- توقفت عن ممارستها، وقررت أن لا أعود لها مرة أخرى.

كشفت عند الدكتور بالصدفة، وأخبرني بأن لدي دوالي الدرجة الثانية في الخصية اليمنى، ودوالي الدرجة الثالثة باليسرى، ولكنني لا أشعر بأي ألم، لكن العروق بارزة بشكل ملفت، ولونها أحمر وأزرق.

طلب الطبيب إجراء تحليل (casa) للسائل المنوي، وقمت بعمل التحليل؛ لأن الطبيب سيجري العملية، ويحتاج إلى التحليل، وظهرت النتائج جيدة في العدد والحركة، وصرف الطبيب نظره عن العملية، ووصف لي نوعين من الأدوية، وأنا ملتزم بتناول الأدوية، وقبل المغادرة أخبرني بأن لا أعود للمراجعة، ويجب إعادة التحليل كل سنة للاطمئنان.

أنا قلق من الموضوع، فأنا شاب في بداية حياتي، وسوف أتزوج، ولدي بعض الاستفسارات لكم:

1- هل تؤثر الدوالي على إنتاج الحيوانات المنوية مع الوقت؟
2- هل يجب أن أثق بنتائج التحليل وأنني لا أحتاج لإجراء العملية؟
3- أشعر بتدلي الخصية بطريقة رهيبة، وكأنها ميتة، فهل ذلك بسبب الحر أم الدوالي؟ علما أنها تعود لطبيعتها أحيانا.

4- أشعر بوجود قطرات الماء بعد حمام البول، ولا تنزل القطرات إلا بعد الضغط، ويكون معها بعض المني، ولكنه لا يتكرر دائما، فهل ذلك بسبب احتقان البروستاتا؟ وهل هناك علاج لاحتقان البروستاتا؟
5- هل احتقان البروستاتا يؤثر على الإنجاب؟
6- هل الدوالي تؤثر على الإنجاب، أو تسبب العقم -لا قدر الله-؟ خاصة وأنني لن أتزوج قريبا.

7- الوقوف طويلا والمشي الكثير، هل يؤثران على الدوالي؟ فأنا سألتحق بالجيش، وبعدها سيكون العمل مجهدا وغير سهل.
8- هل هناك رياضة معينة يمكنني ممارستها لحل مشكلة الدوالي؟
9- وما هي الأطعمة المناسبة لتقوية الحيوانات المنوية وزيادتها؟

10- أخبرني الطبيب بأن الدوالي مثل المرض المزمن، يعني أنها سوف تظل موجودة حتى الموت، فهل عند إجراء الجراحة ستختفي تماما، أم أنها تختفي لفترة وتعود؟

أنا موسوس بشكل كبير، وأفكر بالأمر طوال اليوم، والموضوع يشغلني دائما، وأريد نصيحتكم.

عذرا على الإطالة في الكلام، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رضا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن دوالي الخصية هي عبارة عن أوردة متوسعة متعرجة في الظفيرة الكرمية داخل كيس الصفن, وتتوسع هذه الأوردة نتيجة ضعف في دسامات الأوردة, حيث تعجز هذه الدسامات في المحافظة على سريان اتجاه الدم في اتجاه واحد، من الأسفل إلى الأعلى، يحدث ارتجاع عكسي للدم، وبالتالي تتوسع هذه الأوردة تدريجيا، ويزداد طولها، وتصبح متعرجة وملتوية، ومن العوامل المؤهبة هي الوقوف الطويل, والدوالي تمثل السبب الأكثر قابلية للإصلاح الجراحي لحالات الخصوبة عند الرجال, وتعتبر الدوالي مرض البلوغ, وتشاهد أكثر في الجهة اليسرى.

تصنف الدوالي حسب شدتها إلى ثلاث درجات:
- متقدمة: وتكون واضحة بالنظر، وعبارة عن عروق دموية ممتلئة بالدم ومنتفخة في كيس الصفن، وتزداد عند الوقوف.
- متوسطة: غير واضحة بالنظر، ولكن يمكن جسها باليد.
- خفيفة: لا يمكن جسها إلا أثناءالكبس.

وبشكل عام الدوالي لا يمكن أن تتراجع عفويا، ويعتمد تشخيص دوالي الحبل المنوي على الفحص السريري الدقيق، وإجراء إيكو دوبلر للخصيتين.

ومما يستدعي العمل الجراحي هو ترافق الدوالي مع ضمور الخصية، وتأثير الدوالي على صفات السائل المنوي، من نقص في عدد النطاف، ونقص بالحركة، مع ارتفاع نسبة الأشكال المشوهة للنطاف، وترافق الدوالي مع الألم المزعج والمتكرر، والعمل الجراحي يكون بربط هذه الأوردة، ويتم عن طريق المنظار، أو الفتح الجراحي، أو بواسطة الحقن، أو التصليب عن طريق الأشعة.

أخي الكريم: إذا كان تحليل السائل المنوي طبيعي, فلا داعي للعمل الجراحي، وفي المستفبل إذا كان هناك تأثير سلبي في صفات السائل المنوي، من حيث عدد النطاف، أو حركتها، أو أشكالها الطبيعية، عندها قد تحتاج إلى عمل جراحي.

وأنصحك بتجنب الوقوف الطويل، أو ممارسة الرياضة التي ترفع الضغط داخل البطن، مثل رفع الأثقال، ويمكنك ممارسة بقية أنواع الرياضة، ويمكنك تناول العسل والفواكه والخضار الطازجة التي تحسن من إنتاج النطاف.

وبالنسبة إلى علاج الدوالي، فهو جراحي فقط إذا كان هناك استطباب، وممكن أن تعود أو تنتكس، ولكن في حالات قليلة جدا.

بالنسبة إلى تدلي الخصية اليسرى فهذا غالبا طبيعي، أما الإحساس بوجود قطرات من البول، فهذا غالبا بسبب احتقان في البروستاتا، ولا يحتاج للعلاج، ولا يؤثر احتقان البروستاتا على الإنجاب.

حفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب حاتم

    ربنا اعينك اخي الغالي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً