الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض الفصام الباروني ورفض المريض للعلاج

السؤال

لدي أخ أخبرنا الأطباء بأنه يعاني من الفصام، وهذا من خلال مراجعتنا لمستشفى الطب النفسي الحكومي، وكذلك من استشاري طب نفسي بعيادة خاصة، وجميعهم أقروا بعدم الحاجة بالنسبة لحالته لدخول المستشفى، أي التنويم، وصرفوا له علاج Risperdal 2 mg حبتين مساء قبل النوم.

تحسنت بعض السلوكيات منه مثل الاهتمام بمظهره، وزال بفضل الله ظاهرة التطهر الزائد بالماء، أعني وسوسة نظافة وطهارة زائدة لدرجة غسل المصحف، وكذلك غسل الغرفة، أما خارجياً فلا أبالغ إن قلت: كان الماء على ثوبه بشكل دائم حتى بالشتاء القارس. تحسن تفكيره نوعاً ما، كذلك بدأ يهتم بمشاهدة التلفاز ومشاهدة المباريات التي كانت عشقه بالسابق، بدأ يقرأ الصحف.

لكن لم يتحسن اختلاطه بالناس، لا يزال يتحاشى المخالطة، وهذا ليس مهماً عندي، المهم هو عدم إقراره بالمرض، وأنه ألح علينا لقطع العلاج وكان هذا بشهر فبراير، وأوقفناه شهراً ثم بدأت تعود له السوالف القديمة مثل: يوجد جن يستمعون لنا ويتجسسون علينا ويراقبون تحركاتنا، وأنه عليه جن خارق يستمع له ويخبر أي شخص يتكلم عنه، بل ليس كذلك، بل إنهم يعلمون حتى الذي يفكر به، ويسرقون أفكاره!!

ثم أعدنا له العلاج بنفس الجرعة، والحمد لله بعد عشرة أيام خفت نبرة أنه يوجد أشخاص يستمعون له ويراقبونه، ولكن المشكلة عادت، وهو أن العلاج أزعجني ويتعبني وأنا علاجي ليس نفسياً، وأنا ممتاز وسأتحسن على الرقية الشرعية، وأنتم ظلمتموني وأجبرتموني على تعاطي حبوب نفسية وغيرها من الأسطوانات المملة والمزعجة، المشكلة الحقيقية التي نعاني منها هي أنه لا يعترف بأنه مريض إطلاقاً، ولا يريد العلاج.

ملاحظات: عمره 32 عاماً، لا يعمل، لديه سيارة، لا يخالط أبداً -لا قريبين ولا بعيدين- ويتضايق من ذلك، ولكنه ممتاز مع الأسرة وأهلي ـ أي والدي والدتي، إخوتي وأخواتي ـ ويقضي حاجاتهم ويسوقهم ويذهب بهم للمدرسة، فهو ممتاز من ناحية أهلي، بل ـ بفضل الله ـ يستمتع بذلك والحمد لله.

بدأنا العلاج الفعلي شهر 12 – 2004، وأوقفناه في 2- 2005، عدنا في شهر 3 - 2005، ولكن أوقفناه هذا الشهر شهر 4 – 2005، بدأ بأخذ العلاج شهر 8 -2004، وبعد ذلك اكتشفنا بأنه لا يبلعه بل يضعه تحت لسانه، وأخذنا فترة كبيرة على هذه الحالة ونحن لا نعلم - أعني أنه ذكي جداً - ثم اكتشفنا وبدأنا نذوب له الحبتين بالماء، ولكن لا يستمر شهرين حتى يوقفه، لدرجة أنه يبكي عند مناقشتنا لطلب الإيقاف، ويقول بأن العلاج يتعبني، وهو يضغط على رأسي، وأنه يتعبني كثيراً، ونصدقه، مرات نجبر على طاعته لكيلا يأخذ سلوكاً عدوانياً، وكذلك لكي نكسبه، علماً بأنه يأخذ العلاج مجاملة وتقديراً أو خوفاً من والدي، ويقول: أنت السبب، أنت من يقنع والدي!

طلب من دكتور الطب النفسي عند مراجعتنا له إيقاف العلاج ورفض وقال: إما العلاج الحالي، أو علاج إبر تؤخذ كل عشرين يوماً مرة، أو دخول المستشفى، وأخي ليس لديه مانع من دخول المستشفى في سبيل إيقاف العلاج الحالي، ولكن أنا رفضت، وذلك لعدم ثقتي بالمستشفى، وكذلك لأن أكثر من دكتور قال لي: حالة أخيك لا تستدعي دخول المستشفى.

ساعدوني بارك الله فيكم، ويا ليت تنورني عن الآتي: هل علاج أخي يعمل إمساكاً ومشاكل بالهضم؟ كذلك يا ليت أحد الإخوان يعطيني رقم تلفون لدكتور أو شخص متخصص يتطوع ويضع هاتفه لكي أتصل به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله لأخيك عاجل الشفاء.

بكل تأكيد، فإن الأعراض التي يُعاني منها أخيك تدل فعلاً على إصابته بما يُعرف بمرض الفصام الباروني، أو الاضطهادي أي الظناني، ومن الأشياء التي تؤكد هذا التشخيص قوله بأن أشخاصا يعلمون حتى الذي يفكر به ويسرقون أفكاره.

هنالك صعوبات شديدة لإقناع هؤلاء المرضى بتناول علاجهم، حيث إن هنالك دراسات تدل على أن 60% منهم يرفضون، أو يتخذون بعض الحيل من أجل عدم تناول العلاج، ومن الضروري جداً عدم مناقشة أخيك في طبيعة مرضه أو محاولة إقناعه بخطأ أفكاره الظنانية؛ فالإكثار من النقاش يثبت هذه الأفكار ويزيدها، خاصةً بالنسبة لشخص هو في الأصل مفتقد البصيرة.

من الوسائل الطيبة أن يقال له: إنك مصابٌ بإجهاد نفسي، وهذه الأدوية تُساعد في إزالة هذا الإجهاد، كما أنه من الأفضل أن يتعامل معه -فيما يخص تناول الدواء- شخص واحد من الأسرة يكون عنده ثقة.

تُعتبر الإبر الزيتية بطيئة الإفراز وطويلة المدى من الوسائل الممتازة لضمان تعاطيه للدواء، وإن كان بعض هذه الإبر ربما يسبب بعض الآثار الجانبية في المدى الطويل، ولكن بصفةٍ عامة تُعتبر علاجات فعالة وسليمة، وتوجد عدة أنواع من هذه الإبر، وهي تُعطى في فترات تتراوح بين أسبوع إلى أربعة أسابيع.

الرزبريدال نفسه يوجد في شكل إبر بقوة 25 مليجرام، تُعطى كل أسبوعين، ولكنه وبكل أسف يُعتبر من الأدوية المكلفة، والإبر الأخرى منها (مودي كيت) و(فلونا اكسول) و(هالدول).

تُعتبر الوسائل غير الدوائية هامةٌ أيضاً، وذلك بجانب العلاج الدوائي، ومن هذه الوسائل محاولة تأهيل المريض، وحثه على التواصل مع الآخرين، وعدم الانزواء.

يمكنك الاتصال بأخيك محمد عبد العليم على تلفون: (09745800942).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا mokhtar almslate

    ‏‎#‎اسال الله ان يشفيه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً