الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام الرقبة والصدر والذراع.. فما السبب في ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في رحلة سياحية، وعكَّر صفو هذه الرحلة معاناتي مع الآلام المنتشرة في الرقبة والأضلاع والذراع، وهي آلام متنقلة، وليس لها وقت محدد، أشعر بهذا الألم بالعض أو الأعصاب أو بالعظام، لا أعرف كيف أستطيع وصفها، يكون الألم بالصدر وخلف الأضلاع عند أخذ النفس بشكل عميق، أشعر بشيء مثل الرضة.

لا أعاني من أي أمراض عدا الوسواس والقلق، وعانيت منهم بعد اكتئاب ما بعد الولادة، أجريت قبل سنة سونار القلب، والنتائج سليمة.

لا أعلم ماذا أعاني، هل معاناتي بسبب المعدة، أم القولون العصبي؟ تناولت الأدوية، وخفت الغازات والأصوات، ولكن الألم موجود.

الجدير بالذكر بأن الألم ظهر لأول مرة في أضلاع الصدر، بعد كابوس الرياضة، فأنا أذهب للنادي الرياضي منذ ثلاثة أشهر وتركته منذ شهر، خوفا من الذبحة الصدرية، فقد قرأت الأعراض وهي متشابهة.

أرجو منكم طمأنتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الاسلامية

فهذه الآلالم ليست من المعدة، فآلام المعدة أو القولون لا تصل إلى الرقبة، ولا تزيد مع أخذ النفس، وأنت ذكرت أنك أخذت دواء للغازات ولكن الألم لم يتحسن.

الآلام التي تزيد مع أخذ نفس عميق تكون إما بسبب التهاب في غشاء الرئة، ويسمى غشاء الجنب، وهو غشاء يفصل بين جدار الصدر والرئة، وهو عبارة عن طبقة تغطي الرئة، وغشاء يغطي جدار الصدر من الداخل، وعندما يحصل التهاب في هذه الغشاء فإنه عند أخذ النفس يزيد الألم؛ لأنه يحصل احتكاك بين الغشاءين، ولا يستطيع المريض أخذ نفس عميق كامل فيتوقف المريض عند حد عين، لأنه إن استمر بأخذ النفس العميق فإنه يزداد الألم كثيرا.

وفي معظم الحالات يكون سببه التهابا فيروسيا، ويتحسن خلال فترة قصيرة مع المسكنات، وبالفحص الطبي يسمع الطبيب مكان الآلام أصوات خاصة بسبب الاحتكاك بين الغشاءين، فالفحص الطبي يساعد كثيرا في تحديد سبب الألم.

من ناحية أخرى فإن هذه الألم قد تكون من عضلات الصدر إذا تعرضت لرض أو شد لهذه العضلات، وفيها تزيد الأوجاع مع حركات التنفس، وأي حركات لمنطقة الصدر، أو حركات الطرف االعلوي.

راقبي أنت الأمور التي تزيد من الألم، فهذا مهم جدا، فإن كانت حركة الرقبة هي التي تزيد الأعراض، فيكون السبب هي العضلات في منطقة الرقبة، وهناك عضلات متعددة تصل الرقبة بمنطقة الصدر من الخلف، وقد يمتد ألم هذه العضلات إلى أعلى منطقة الصدر من الخلف، وعند حركة الرقبة إلى الجنب، أو إلى الأمام، فإن الألم يزيد، وهكذا تتعرفين إلى سبب الألم، ويمكن للطبيب مع الفحص الطبي أن يعرف سبب الألم.

على كل حال إن لم يكن هناك أي ارتفاع في درجة الحرارة، وهو يصل إلى الرقبة، ولا يوجد أي تنميل أو تخدير في منطقة الألم، فإن السبب على الأكثر يكون من العضلات.

عليك بتناول المسكنات ومراقبة إن خفت الآلام خلال يومين إلى ثلاثة أيام، فإن لم يتحسن الوضع عليك بمراجعة الطبيب.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً