الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي تقنية التوتر التطبيقي (applied tension)؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت في أحد المواقع على الإنترنت، بأنه في السنوات الأخيرة ظهرت تقنية تعرف باسم التوتر التطبيقي (applied tension)، ووجدت استحسانا كبيرا كمعالج فعال في كثيرٍ من الأحيان لفوبيا الدم، وتلك التقنية لعلاج انخفاض ضغط الدم والإغماء، حيث يتم زيادة الضغط على العضلات لمحاولة زيادة ضغط الدم، وذلك من موسوعة ويكيبيديا.

السؤال: ما هي هذه التقنية؟ وأرجو منكم بيان التفصيل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب.
التوتر التطبيقي هي طريقة علاجية أول من طبقها (لوراس جوران)، وهي بالفعل طريقة مفيدة لعلاج فوبيا أو عدم تحمُّل رؤية الدم، لكن فوائدها محصورة تقريبًا في اليافعين والمراهقين وفي فترة الطفولة المتأخرة، إلَّا أنه أيضًا يمكن أن تكون ذات جدوى في الأعمار الأكبر من ذلك.

وكما تفضلت أصلاً يُعرف أن ما يحدث من شبه إغماء حين يتعرض الإنسان لرؤية الدم؛ ناتج من انخفاض في ضغط الدم، وإبطاء في نبض القلب.

هذه الظاهرة ليست خطيرة أبدًا، هذا يجب أن نؤكده، لكن قطعًا مُخيفة، وإذا لم تُعالج ربما تؤدي إلى مخاوف أخرى، كما أنها سوف تُعلِّم الإنسان التجنب والابتعاد حتى عن المستشفيات، أو كل ما يتعلق بالدم.

الفكرة من التوتر التطبيقي هو أن يتعلم الإنسان طريقة يزيد فيها من القدرة الانقباضية لدى عضلاته التي هي تحت التحكُّم الإرادي، وليست العضلات التي ليست تحت التحكم الإرادي، وهذا أمرٌ بسيط جدًّا، أن يجلس الإنسان مثلاً على كرسي مُريح، وبعد ذلك يقوم بالقبض والشد على عضلاته، ومن المهم جدًّا أن يكون هذا القبض والشد لهذه العضلات لمدة لا تقل عن عشرة إلى خمسة عشر ثانية، وأن يكون هنالك تركيز على عضلات اليدين والرجلين، وهذه يمكن التحكم فيها وقبضها وشدِّها، ثم بعد ذلك استرخاؤها بصورة متدرجة أيضًا من خلال فترة زمنية تمتدُّ من عشرة إلى خمسة عشر ثانية، وليس من الضروري أن يكون الاسترخاء استرخاءً تامًّا.

بهذه الكيفية نكون قد علَّمنا العضلات الانشداد والانقباض، وهذا قطعًا يؤدي إلى تجنُّب انخفاض الدم، مما ينتج عنه عدم حدوث ظاهرة الإغماء الفسيولوجي، وهو ليس إغماءً كاملاً، هذا يجب أن نؤكده.

ويا أخي الكريم: هذه الطريقة بسيطة جدًّا، وتتميز بأنها حقيقة يمكن أن تُمارس في أي مكان، وأنت في السيارة، وأنت في مكانٍ ما، في بيتك، لا تستغرق أكثر من خمس دقائق، وممارستها يجب أن تكون على الأقل خمس مرات لمدة لا تقل عن أسبوع.

وأنا أود أن أضيف حتى تأتي النتائج رائعة لهذا العلاج: يجب أن يُحضّر الإنسان نفسه ذهنيًا أن هذا الخوف من الدم هو خوف مكتسب، ويجب أن يُرفض، والشيء المكتسب يمكن أن يُفقد، إذًا التحضير النفسي مهمٌّ جدًّا، ليس القيام بالتدريب والتمرين المتعلِّق بالتوتر التطبيقي بصورة آلية أو ميكانيكية، يجب أن تكون وجدانية وفسيولوجية في ذات الوقت.

والجانب الإيحائي مهم، أي أن الإنسان يجب أن يبني قناعاتٍ أن هذا التمرين سوف يفيده، وهو يُعتبر نوعًا من أنواع التمارين الاسترخائية الاكتسابية المفيدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً