الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني كثيراً من الوسوسة والتفكير في الأمور، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 17 سنة، أصبت بخوف بسيط من موضوع ما، والحمد لله انتهى الموضوع تمامًا، ولكني لا زلت أشعر بالخوف البسيط نفسه، وأحيانًا يمنعني من النوم.

أنا كثير الوسوسة والتفكير في الأمور، فكلما قرأت عن الموضوع ازداد الخوف والضيق في الصدر، وأشعر أن قضيتي كبيرة وصعبة، رغم أنها ليست كذلك الحمد لله، ولكن حينما أنشغل يذهب الخوف تمامًا.

مشكلتي أني أجهل سبب هذا الخوف في قلبي، وإلا كان الجواب سهلًا، متيقن تمامًا ولله الحمد، أن كل الأمور بيد الله عز وجل، لذلك أحيانًا أسمع مقاطع عن التوكل على الله، والراحة النفسية، وأشعر بتحسن مؤقت وقت الاستماع، فهل المسألة تحتاج مجرد وقت وانشغال أكبر وتذهب تدريجيًا؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

فالإنسان هو مجموعة من العواطف والوجدانيات والأفكار، وهنالك تباين واختلاف في الصور والكيفية التي تظهر بها هذه العواطف، وهذه الوجدانيات، وتلعب المرحلة العمرية وبيئة الإنسان دوراً كبيراً في الطريقة التي تظهر عليه هذه الظواهر كما أن شخصية الإنسان وبنائه النفسي الوراثي والجيني أيضاً يعتبر محدد رئيسياً لكيفية تفاعل الإنسان مع ظرفه العاطفي والوجداني.

أيها الفاضل الكريم: ما ينتابك هو نوع من قلق المخاوف البسيط، وهذه الظاهرة شائعة جداً، وقلق المخاوف بعد أن تنتهي النوبة كثيراً ما يصاب الإنسان بشيء من الهواجس والانشغالات المعرفية والذهنية التي تؤدي إلى وسوسة وكثرة في التفكير حول هذا الموضوع وهذا ينتج عنه أيضاً تأويلات وتفسيرات خاطئة؛ مما يؤدي إلى المزيد من القلق والتوتر، والتوتر النفسي ينعكس على جسد الإنسان خاصة منطقة الصدر لأنه يؤدي إلى توتر عضلي؛ مما يجعل الإنسان يحس بالضيق وربما النغزات في صدره.

أنا أريدك أن تطمئن تماماً، وأن تدرك أن الخوف طاقة نفسية مطلوبة، لكن يجب أن يكون في حدود المعقول؛ لأن الذي لا يخاف لا يحمي نفسه، الذي لا يقلق لا ينتج ولا يبدع، الذي لا يوسوس لا يكون متدققا ومنضبطاً وهكذا، إذاً هي طاقات نفسيه أصلاً إيجابية لكنها قد تتحول إلى سلبية إذا أفرطنا في التفكير فيها.

لذا أنا أقول لك: هذا أمر عابر تجاهله تماماً، ووجه طاقاتك نحو نشاطات أخرى، نشاطات ذهنية ونشاطات جسدية وعملية، أكثر من القراءة والاطلاع فيما هو مفيد، اجتهد في دراستك، هذه فرصة عظيمة جداً لك أن تكتسب الكثير من المعلومات والحقائق الهامة عن عقيدتك الإسلامية، أن تجتهد في بر والديك بهذه الكيفية.

أيها الفاضل الكريم: تكون قد صرفت تفكيرك تماماً عما أنت فيه، وأريدك أيضاً أن تدخل في نوع من التأملات الذهنية، تتأمل وتتفكر كأنك تمر بشيء من أحلام اليقظة، تتفكر حول المستقبل، لكن بصورة إيجابية، تتصور نفسك أنك قد تخرجت بامتياز ودخلت ميدان العمل، وميدان الأبحاث والمزيد من اكتساب الدرجات العلمية وهكذا، ثم الزواج.

كل هذه يجب أن تجعلها شاغلك بتفكير منضبط، وهذا -إن شاء الله تعالى- يزيح فكر الخوف الوسواسي الذي يمر بك، والحالة عرضية وسوف تختفي إن شاء الله تعالى، اطمئن تماماً، لا تسرف أبداً في التفكير الوسواسي، حقره واغلق الطريق أمامه، أنت لست بحاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً