الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بنوبة هلع قبل 20 سنة ما زلت أعاني منها إلى الآن!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 46 سنة، حدث لي موقف عندما كان عمري 20 سنة، في عام 91، وهو أثناء دخولي ملعب كرة قدم في جدة، حدث تدافع وزحام شديد من الجماهير، وكدت أن أختنق، وشعرت بأني سأموت، وبالكاد خرجت من وسط الزحام، وغادرت مباشرة إلى منزلي، ولم أحضر المباراة، وهنا تبدأ قصتي.

بسبب ذلك الموقف أصبحت أخاف من الموت، ودقات قلبي سريعة، ونشفان في الحلق، وخمول وكسل وقلق وتوتر، ونوبات هلع، وأخيراً اكتئاب، لكن الشيء الجيد أن الأعراض ليست مستمرة طوال الوقت، أي إنه خلال كل هذه السنوات كانت الأعراض تأتيني كل 4 أو 5 سنوات مرة واحدة فقط، وتستمر لمدة أسبوع إلى 10 أيام فقط، وبعدها أرجع طبيعيا، ولم أذهب أبداً إلى طبيب نفسي، ولا أقدر الآن بسبب إمكانياتي المادية البسيطة.

أريد علاجا نهائيا لحالتي؛ لأنه حتى في الأوقات التي أكون فيها طبيعيا لا أشعر بالسعادة الكاملة والاستمتاع مع أهلي، وبناتي، وأصدقائي وأشاهدهم، وهم يضحكون أكاد أحسدهم على الراحة والطمأنينة التي هم فيها -ما شاء الله- طبعاً، وأحياناً يأتيني شعور أقول لماذا نتعب أنفسنا بالدراسة والعمل والبناء وغير ذلك من أمور الحياة، ونحن في الأخير سنموت.

مؤخراً قرأت في هذا الموقع الكريم عن دواء (السيبرالكس) ورأيتكم تنصحون به عددا كبيرا ممن يعانون مثل حالتي، فقمت واشتريته من الصيدلية مباشرة دون وصفة طبيب، ولكن الصيدلي قال لي خذ أول يومين 5 مل، أي نصف حبة من 10 مل، وبعد ذلك حبة كل يوم، ونصحني بعدم أخذه مدة طويلة وفقط، ولم يعطني أي إضافة.

أرجو منك يا دكتور محمد أن تنصحني بالجرعة المناسبة لحالتي ولسني، علماً بأني لي يومان فقط أستعمل الدواء.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلا ما حصل لك أثناء المباراة أو التدافع في دخول الاستاد الرياضي قبل المباراة هو ما جعلك الآن تعاني من نوبات الهلع والقلق والتوتر وما صاحبها من اكتئاب نفسي، كان من الأفضل لو استطعت التواصل مع طبيب نفسي -يا أخي الكريم-، فهو الذي يحدد العلاج نوعيته وجرعته وكيفيته، ويمكن أن يكون العلاج نفسيا، ليس بالضرورة أن يكون دوائيا، ولكن لما ذكرته من ظروف تمنعك من التواصل مع الأطباء النفسين في الوقت الحاضر، فلا بأس من تناول السبرالكس، فهو مفيد للقلق والتوتر والاكتئاب.

نعم ابدأ بجرعة 5 مليجرام بعد الأكل في النهار بعد الإفطار لمدة أسبوع، والغرض من ذلك تخفيف الآثار الجانبية، فهو قد يؤدي إلى آلام بالمعدة وغثيان في الأسبوع الأول، فلذلك أبدأ بنصف حبة، ثم بعد ذلك حبة كاملة أي 10 مليجرام، وتحتاج -يا أخي الكريم- شهرا ونصف إلى شهرين حتى تحس بفائدته أي حتى تبدأ الأعراض الذي تعاني منها بالزوال، وبعد ذلك يجب أن تستمر عليه لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم بعد ذلك تتوقف عنه بالتدرج، ربع حبة كل أسبوع حتى تتوقف نهائياً.

السبرالكس لا يسبب الإدمان، وإذاً فليس هناك مشكلة في أخذه لفترة طويلة، المشكلة الوحيدة هي أنه عند التوقف عنه يجب أن يتم التوقف بالتدرج، فلا تتوقف عنه مرة واحدة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً