الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بأعراض مختلفة بعد شعوري بخفقان وضيق تنفس، فما تعليقكم؟

السؤال

السلام عليكم.

عانيت في رمضان من أعراض تشبه النوبة القلبية من خفقان وضيق تنفس وتعرق، وبعد فحص الدم والأشعة وقياس نبضات القلب كانت النتيجة سليمة.

بعد هذه النوبة عانيت كثيراً إلى هذا اليوم، أعاني من التعب والتعرق الزائد، وفقدان الشهية، وجفاف بالفم، وألم بالجهة اليسرى من عضلات الجسم، اليد والساق والصدر، وكسل، وأحياناً تنمل بالأطراف، وصداع، وأحياناً دوخة، فهل هذه أعراض حقيقية أم نفسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alawad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في مثل عمرك وأنت أعزب فإن الخفقان وضيق التنفس والتعرق ليس له علاقة بالقلب خصوصاً مع نتائج فحص الدم الطبيعية ومع سلامة القلب، وهذه الأعراض التي تعاني منها بالإضافة الى جفاف الفم وفقدان الشهية لها علاقة بالأمراض النفسية مثل الرهاب phobia والقلق والتوتر Anxiety

من الناحية العضوية من المهم فحص فيتامين د وفيتامين B12 وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل لأن نقص فيتامين ( د ) وفيتامين B12 يؤدي إلى ألم في العضلات والمفاصل والعظام وتنميل في الجسم

الرهاب أو الفوبيا هو خوف شديد، مفرط، غير عقلاني، ينطوي على شعور بالخطر وخوف من الأذى، فمثلاً من يخاف من أمراض القلب يعاني من خفقان وضيق تنفس وخوف من الموت؛ ولذلك يظل دائم التردد على العيادات الطبية.

في بعض الأحيان يتحول الخوف الطبيعي الى حالة مرضية يصاب الإنسان فيها باحمرار الجلد والرعشة الشديدة والتعرق الغزير، كما يعاني المريض من برودة وارتجاف الأطراف ودوار شديد والشعور بالغثيان والقيء وضيق التنفس، والشعور بالاختناق، مع ألم واضطرابات في المعدة وتسارع نبض القلب، وعدم السيطرة على الانفعالات الطبيعية.

علاج الخوف المرضي بالإضافة إلى الأدوية يتم بالتكيّف مثل الاسترخاء والهدوء ذهنياً وجسدياً، بدلاً من الذعر والخوف، ومعرفة أن الموت مرحلة يليها مراحل أخرى، ويؤدي ذلك لزوال الرُهاب تدريجياً.

هناك نوع من العلاج عن طريق مجموعات الدعم: ويتم ذلك بالانضمام لمجموعة من الأشخاص الذين يعانون نفس المشكلة، وتفيد هذه المجموعات بتحسين نفسية المريض، حيث يجد أشخاصاً يشاركهم مشكلته ويتعلم منهم الطرق التي يتبعونها لعلاج هذه المشكلة، فيشعر بتعاطفهم ووقوفهم إلى جانبه. الأمر الذي يساعد المريض على عدم البقاء وحيداً، خاصة أن الشعور بالوحدة يدفعه لمزيد من الاكتئاب.

العلاج الطبي للرهاب أو الفوبيا من خلال تناول أحد الأدوية المضادة للإكتئاب والرهاب، مثل: escitalopram أو (Cipralex) وهناك sertraline أو (Lustral)، ولكن من الأفضل المتابعة مع الطبيب النفسي لاختيار الجرعات المناسبة والمتابعة مدة لا تقل عن عام حتى تعطي نتائج جيدة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً