الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت لحادث سطو في الليل مما أصابني بالرعب، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذا العمل الطيب.

تعرضت لحادث في الشارع وأنا في طريقي إلى بيتي، وفي وقت متأخر، كانت الساعة 2 صباحاً، واعترضني 3 أشخاص كانوا راكبين (موتوسيكل) أحدهم معه سلاح ناري، والآخران معهما أسلحة بيضاء.

قاموا بترويعي بطريقة مفزعة لسرقة أغراضي، وأنا ما استطعت الدفاع عن نفسي ولا المقاومة، وكنت في حالة رعب وقمة في السوء، ومنذ وقتها وأنا أخاف أن أمشي بمفردي في الشارع في أوقات متأخرة.

هذه طبيعة عملي، لأني أنتهي من عملي متأخراً، وأي مكان يقل فيه الزحام أخاف منه، وأشعر أن كل الناس في الشارع كأنهم قطاع طريق، وأنا أنظر لهم!

ما نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك –أخي- في الشبكة الإسلامية.

لا شك أن التجربة التي مررت بها ليست سهلة من الناحية النفسية، هي تجربة مفزعة أن يواجه الإنسان أشخاصاً معتدين، بالكيفية والطريقة التي ذكرتها، لا شك أن ذلك يسبب الكثير من الرعب والفزع والتوتر والمخاوف.

هذه الحالات ينشأ عنها في كثير من الأحيان ما يسمى بعصاب ما بعد الصدمة، وهو نوع من القلق النفسي الحاد، الذي يجعل الإنسان شديد اليقظة والقلق، ويسترجع ذكريات الحادث بصورة متكررة، وقد تحدث أيضاً أحلام ليلية مزعجة، وشيء من هذا القبيل.

أخي الكريم، أنا أقول لك: الحمد لله الذي حفظك ونجاك من هؤلاء، وهذه ميزة إيجابية وعظيمة جداً، يجب أن تتذكرها دائماً، أنك قد سلمت من هؤلاء، لأن الأمر كان يمكن أن يكون أسوأ كثيراً مما حدث، وإن شاء الله تعالى لن تصاب بمكروه مرة أخرى.

أخي الكريم، إن هذه الحوادث ليست كثيرة التكرار، وأنصحك بشيء مهم جداً، وهو أن تحصن نفسك هذا مهم جداً، فتقول: اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي، هذا دعاء حافظ -بإذن الله-، أخي الكريم.

أريدك أبداً أن لا تتجنب المشي لوحدك حتى وإن كان المكان ليس مضاءً، فمتى ما كانت هناك حاجة أخي الكريم أقدم وامش، واعرف أنك في حفظ الله، وقطعاً الإنسان يجب أن يتجنب الأماكن التي يحس فيها الخطورة الشديدة، هذا أمر مطلوب، لأن التحوط مطلوب، فالذي يهمني هو أن تعرض نفسك للمواقف وأن لا تتجنب، عليك بالدعاء، وأن تعلم أن التجربة التي مرت بك قد انتهت، وليس من الضروري أبداً لمثل هذه الأعمال أن تكرر.

عليك بالتعريض، أي أن تعرض نفسك دائماً لمصادر خوفك هذا هو العلاج الرئيسي والأساسي، وإذا اشتد عليك الخوف -أخي الكريم- وسيطر على كيانك ووجدانك في هذه الحالة تناول دواءً بسيطاً مضاداً للمخاوف، يسمى مودابكس واسمه العلمي سيرترالين.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، وهي 25 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبة واحدة 50 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة أي 25 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم 25 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

من النصائح التي أريد أن أسديها لك أن تسعى بصفة عامة أن تطور مهاراتك مهارات التواصل الاجتماعي، وأن تمارس رياضة جماعية مثل كرة القدم، وإذا كان بالإمكان أن تشارك في أي عمل خيري أو تطوعي، أن تشارك الناس في مناسباتهم، بناء المهارات بهذه الكيفية أيضاً يعطيك ثقة كبيرة جداً في نفسك، ويزيل عنك هذه المخاوف، ويختفي تماماً إن شاء الله تعالى عصاب ما بعد الصدمة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً