الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التفكير والتدقيق في أقوالي وأفعالي، فهل هذا طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم..

بدأت أعاني من شيء نفسي يتمثل بأني عندما أفعل شيئا أفكر بعدها فأقول هل ما فعلته أو قلته أو كتبته يدل على أنني أعيش حياتي كما أريدها أنا؟ ولست أتصنع ما فعلته؟

مثال للتوضيح: لا أحب أن أدخل في علاقات غرامية عن طريق الانترنت، فحين اُراسل فتاة أفكر بعدها هل هذا الذي كتبته هو تصنع مني، وأنني لا أعيش حياتي كما أريدها؛ لأنني لو كنت أعيشها كما أريد لما راسلت فتاة.

مثال آخر: عندما أستمع إلى الموسيقى، ويعلق شخص على ذوقي بها، أبدأ أتسأل هل الموسيقى التي أسمعها هي للناس الغُرباء وليس لشخص طبيعي! والكثير من المواقف، وهذا الأمر أتعب تفكيري، فأنا أريد أن أعيش حياتي كما أحبها، لكن من جهة أخرى لا أعرف ماذا أحب؟ أغوص بفكري في كل شيء تافه أفعله، فهل هو تصنع أم أنه طبيعي؟ أريد أن أفعل كل شيء بتلقائية من نفسي.

أعلم أن مشكلتي صعبة الفهم، لكن أتمنى أن يطلع عليها أحد الأطباء النفسيين، ويصف لي دواء لكن ليس بدواء طبي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك مرة أخرى في الشبكة الإسلامية..

أخي الفاضل: ما تشكي منه هو نوع من النمط الوسواسي في التفكير، أنت تحلل الأمور وتؤولها بصورة وسواسية، ولذا تشعر بما تشعر به حين تأتيك فكرة معينة، وتبدأ بعد ذلك في تأويلاتها وتفسيراتها.

أعتقد أن الإنسان يستطيع أن يتحكم في تفكيره بدرجة كبيرة جداً، وذلك بأن تكون هنالك جدية في الأفكار، الأفكار الجادة دائماً تظل، ولا يؤولها الإنسان سلباً، لكن الأفكار غير الجادة أو غير المفيدة قد يؤولها الإنسان تأويلات كثيرة مختلفة.

فخلاصة الأمر قبل أن تتجاهل هذا النمط من التفكير، أن تكون أكثر جدية في أفكارك؛ بمعنى أن تدرس الفكرة، وإن كانت فكرة لا تستحق الاهتمام فيجب أن لا تهتم بها.

ومع احترامي الشديد ما ذكرته من أمثله كلها أمور غير مهمة، وهذا يدفعنا أن نقول أنك حين تفكر في أمر ذا أهمية وجدية غالباً لن تدخل في تأويلات وسواسية، فإن شاء الله أنت بخير، ويجب أن لا تعتبر نفسك مريضاً، ومثل هذه العلل هي علل مؤقتة وطارئة، وكثير من الناس يدرجها تحت أحلام اليقظة، لأنها أيضاً تكون مرتبطة بنوع من الأماني الخاصة أو بآمال معينة يكون الإنسان لم يستنفذها ولم يستطيع الحصول عليها.

إذاً حالتك ليست مرضية، وهي إن شاء الله حالة عابرة ذات طابع وسواسي وليس أكثر من ذلك، وعليك ببناء الأفكار الجادة والاهتمام بها، وتجاهل الفكر الهش وغير المفيد.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً