الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من برودة الأطراف ومخاوف مرحلة الطفولة فهل من مساعدة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع المميز والقريب لكثير منا.

أنا شاب أبلغ من العمر 28سنة، وأعاني منذ صغري من برودة الأطراف، والشعور بالبرد، مثال: لا يمكنني تحمل ماء البحر في فصل الصيف، أشعر بنوع من الخوف وعدم الثقة بالنفس، ونوع من الخجل، وصعوبة في النوم، وأعاني من ضيق التنفس، وشرب القهوة مثلا يضاعف جميع ما ذكرته، وعندما تحصل حرب في غزة، أو مكروه لأي بلد مسلم يتعكر مزاجي، وحتى عند متابعة الأخبار.

في البداية كنت أظن أن لدي مرضا ما يؤدي إلى برودة الأطراف، فقمت بعدة تحاليل، وكلها سليمة، وهناك طبيب قال إنني أعاني من بعض القلق، وأعطاني دواء بسيطا MG 2 plu، بعد ذلك وبفضل موقعكم وبعد قراءة بعض الحالات بدأت أفهم أن حالتي نفسية، ذهبت إلى طبيب نفسي لم يمكث معي أكثر من 5 دقائق، ثم أعطاني 3 أدوية:
- قرص tedema 25، مرة في اليوم لمدة شهرين.
- LYSANXIA، ستة قطرات في الصباح، وثلاث قطرات، ثم ثلاث قطرات، خلال 10 أيام، بعدها 4 /2 / 2 خلال 10
- وزيت كبد الحوت.

بدأت حالتي تتحسن بشكل ملحوظ، خاصة في التخلص من برودة الأطراف، ولكن حالتي بدأت تعود شيئا فشيئا منذ انخفاض جرعة الدواء.

ربما معاناتي بدأت منذ الحضانة، فموظفو الحضانة كانوا يتصرفون معنا بقسوة، وكانوا يرهبوننا بوضعنا في بيت الظلام، و ذات يوم سحبونا له، وهو بيت تحت الأرض، قاموا بإنزالنا في السلم، وهددونا بتركنا هناك، ثم قاموا بإخراجنا، كان عمري وقتها 3 أو 4 سنوات، بسبب تلك الفترة كنت أشعر بضغط كبير عند اصطحابي هناك، لا أعلم هل الحضانة لها علاقة بحالتي النفسية أم لا؟

أرجو مساعدتي لأن عودتي للطبيب قد تتأخر بسبب التكلفة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك درجة بسيطة من قلق المخاوف، وما تعرضت له من فترة الحضانة لا نقلل من شأنه، لكن لا أريدك أبداً أن تشغل نفسك به، فتلك فترة قد مضت وانتهت، وقد تكون اكتسبت شيئاً من المخاوف التي تمر بها الآن من التجربة التي حدثت لك في صغرك، لأن المخاوف مكتسبه ومتعلم، والحقيقة العلمية المثبتة هي أن الإنسان حين يدرك السبب يستطيع أن يغير من سلوكه، فإذا افترضنا أن ما عانيته وتعرضت له في فترة الحضانة كان هو السبب في مخاوفك الآن، أقول لك الآن أنت أكثر قدرة ونضوجاً من الناحية النفسية والسلوكية والاجتماعية، وتستطيع أن تقف على أرجلك تماماً، وتواجه قلق المخاوف الذي تعاني منه.

ضع لحياتك أهدافا هذا مهم جداً، وضع الوسائل التي توصلك إلى أهدافك، لا تتعامل مع ذاتك كشخص ناقص، ولا تسيء تقدير ذاتك، اعطي نفسك حقها دون إجحاف، ودون إطراء، وضع لنفسك برامج تدير بها حياتك، يجب أن تكون شخصاً منتجاً وشخصاً مثابراً، وأهدافك في الحياة يجب أن تكون جلية وواضحة، وتضع الوسائل الطرق التي توصلك إلى أهدافك، بهذه الكيفية تستطيع أن تغير ما هو سلبي وتجعله إيجابي، واقصد بذلك السلبية في الفكر، السلبية في السلوك، والسلبية في الأفعال، كلها يمكن أن نبدلها وأن نغيرها لأنها مكتسبة.

أخي الكريم: بالنسبة للعلاج الدوائي الأدوية التي أعطيت لك جيدة، وعليك بالمتابعة مع الطبيب، وإن أردت أن تستبدلها بعد موافقة الطبيب هنالك دواء واحد سيكون مفيد جداً لك اسمه سبرالكس، واسمه العلمي استالبرام، هذا ربما يغنيك عن كل الأدوية التي تتناولها، لكن أترك أمر التغيير للطبيب، جرعة السبرالكس هي أن تبدأ بـ 5 مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على الـ 10مليجرام، تناولها يومياً لمدة 10 أيام، بعد ذلك تجعلها حبة واحدة يومياً، أي 10 مليجرام لمدة 6 أشهر، ثم تجعلها 5 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم 5 مليجرام يوم بعد يوم لمدة شهراً آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً