الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بصدمة نفسية وخوف وقلق بعد اكتشافي خيانة زوجي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذه استشارتي بين أيديكم أتمنى أن أجد لها متسعاً وقلباً متفهماً.

قد تتعبك طريقة عرض المشكلة؛ لأنني كتبتها وأنا عاجزة عن ترتيب وصياغة الكلمات، لكني أتمنى أن تفهم ما تحتوي، بارك الله فيك.

أنا امرأة أبلغ من العمر 29 عاما، متزوجة منذ 3 سنوات، قبل خمسة أشهر حصل معي شيء غريب، عندما كنت أعبث بجوال زوجي، وجدت محادثة بينه وبين فتاة، وقتها انصدمت بشدة؛ لأني ما توقعت منه أبدًا هذا الشيء، كنت أثق به جدا، وكان في وقت الصباح بنفس اليوم في الليل أصبت بكتمة وضيقة في النفس، ذهبت للمستشفى.

عملت تحاليل وتخطيط قلب، وكان سليما -ولله الحمد- ونسبة الأوكسجين في الدم طبيعية، رجعت للبيت، وكنت كلما أحاول أن أنام أحس أن نفسي يتقطع، وأفز من نومي، ثاني يوم استيقظت وكنت بصحة جيدة –والحمد لله- بعدها بأربعة أيام رجعت الكتمة وكانت شديدة، مع فقدان للشهية.

ذهبت للمستشفى، وعملت أشعة صدر وتحاليل، وتخطيط قلب، وكان سليما، استمرت معي الكتمة طويلا، بعدها بدأت تظهر أعراض مرة ثانية خفقان، وألم في القلب والصدر، وعدم انتظام نبضات القلب، وخوف وقلق وتفكير بالموت، شعور بالبرد قوي، ورعشة، وأشعر بالبرد حتى لو كان الجو حارا، وبرودة بالأطراف، ودوخة، وبكاء، وضيقة، وعملت تحاليل للجلطة، وإيكو وأشعة صدر، وكانت كلها سليمة -ولله الحمد-.

بدأت كثير من الأعراض تختفي، لكن ما زلت أعاني من الكتمة يوميا، لكن بشكل بسيط ودوخة، وبعض الأحيان عدم انتظام بنبضات القلب، وخفقان خاصة إذا كنت صائمة بعد الفطور بـ10 دقائق يبدأ الخفقان، والله تعبت وحياتي تغيرت جدًا، لا أدري ما الحل؟ وما العلاج؟

دائما أشعر بالحزن والاكتئاب، لا أعلم ماذا أفعل؟ ولا أعلم إلى متى ستستمر معي فأنا الآن أكملت 5 أشهر، دائما أحس أن اليوم آخر يوم لي في الحياة، وإحساس قوي بالموت، وأن قلبي الآن سيتوقف. حاولت التجاهل كثيرا، لكن لا فائدة.

علما أني عملت تحليل الغدة، وكانت النتيجة 6.22، وتحليل جرثومة المعدة بالدم كان إيجابيًا، أخذت علاجًا لمدة أسبوعين، ثم طلب الدكتور إعادة التحليل، لكن تحليل بالـ stool، والنتيجة سلبية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

لا شك أن هول الصدمة النفسية التي حدثت لك حين اكتشفت هذه المحادثة في جوّال زوجك هو أمر صعب من حيث الناحية النفسية.

أيتها الفاضلة الكريمة، حصل الذي حصل، وقدر الله أن تقفي على تلك المحادثات، مع أنه في الأصل لا ينبغي للمرأة أن تفتش في جوال زوجها؛ لأن النتيجة تكون ما أصابك من ألم وصدمة، ولذلك أمرنا بعدم التجسس وسوء الظن كما لا يخفى عليك (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا) وما ذلك إلا البقاء الحياة مبنية على الثقة المتبادلة، وستر العاصي، وكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.

لكن بما أنك قد اكتشفت هذا الأمر؛ ولا ندري هل أخبرت زوجك بما رأيت أم لا، فإن كنت لم تخبريه فخيرا فعلت، فإن الإنسان أحيانا إذا وضع في موقف حرج وصعب قد تأخذه العزة بالإثم فيجادل ويكبر المسألة، وأحيانا يركب الشيطان عقله ويقول بما أنه قد اكتشف أمري، فلأفعل دون حرج.

ونصيحتنا لك الآن أن تبقي على الثقة بزوجك، فهو يحبك، وجواله كان بيدك تعبثين به، ولو كان إنسانا سيئًا لاتخذ كل التدابير لإخفاء مغامراته عنك، وعليك أن تنصحيه بطريقة غير مباشرة وأنت أعرف بأحوال زوجك، وأن تقفي على الأسباب التي أدت إلى ذلك، كضعف علاقته بالله، فمن الطبيعي إذا ضعفت العلاقة بالله أن يقع الإنسان في مهالك الشهوات، وعلى سبيل المثال، كيف هي صلاته؟ أيضًا من الأسباب أيضًا أن تنظري لنفسك، وتعالجي أي تقصير وجدته فيك، وهذا ليس اتهاما لك، لكننا نعرف أن كثيرا من الأخوات -للأسف- لا يهتممن بما يرينه في الشارع مما يلفت الرجل، لذلك قفي مع نفسك للمراجعة، وتحببي لزوجك وتدللي له، واسأليه ما يحبه في النساء، ولا تستصغري شيئا ما دام ليس فيه معصية، فبعض الرجال يفتن بطريقة لبس معين أو قصة شعر معينة، أو شكل معين، أو لون معين .. إلخ، وأنت نحسبك امرأة ذكية.

أختنا الفاضلة، الذي حدث لك هو نوع من القلق النفسي أو ما يُسمى بـ (عُصاب الصدمة) أو (عُصاب ما بعد الصدمة)، وأصبحتِ بهذه الكيفية: القلق والتوتر، عدم الارتياح، الأعراض النفسوجسدية المتكررة، فأرجو أن تبني مفاهيم جديدة، أن تنظري للجوانب الإيجابية في حياتك، وفي زواجك، وحول زوجك على وجه الخصوص، أن تكوني مناصحة لزوجك، وأن تحرصي على أن تكوني متفانية في تقديره واحترامه وخدمته مهما حدث، اقترحي عليه مثلاً أن تقرؤوا وردًا من القرآن مع بعضكم البعض مرة أو مرتين في الأسبوع على الأقل، أن تخرجوا معًا لمتنزَّهات، لزيارة الأهل... وهكذا، هذا حقيقة يُساعد كثيرًا في الترابط الأسري.

بالنسبة لكِ: أرجو أن تحرصي على أن تنامي النوم الليلي، وتتجنبي النوم النهاري، طبقي تمارين استرخائية، وقد وجهنا في استشارة لإسلام ويب رقمها (2136015)، أرجو أن تطبقي هذه التمارين بكل دقة، -وإن شاء الله تعالى- فيها فائدة كبيرة جدًّا بالنسبة لك.

أنا أرى أيضًا أنك محتاجة لعلاج دوائي بسيط، إحدى مضادات المخاوف سوف تكون مفيدة جدًّا لك، إذا ذهبت مرة أخرى إلى طبيب الجهاز الهضمي أو حتى الطبيب العمومي يمكن أن تُشاوريه حول هذه الأدوية المعروفة بسلامتها، أنا أقترح العقار الذي يُسمى (زولفت)، ويُسمى علميًا (سيرترالين)، هو دواء بسيط، دواء يُعالج الخوف والتردد، وهو مُحسِّنٌ للمزاج.

أنا لا أريدك أبدًا أن تعتقدي أنك تُعانين من اكتئاب نفسي حقيقي، هو مجرد عدم القدرة على التكيف، أو عدم قدرة على التواؤم من عُصاب الصدمة الذي حدث لك.

جرعة الزولفت هي أن تبدئي بنصف حبة ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

أرجو لك الصحة والعافية، ولا تنسي الدعاء أبدًا، وننتظر إذا استجد جديد في مشكلتك، ويسعدنا مساعدتك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً