الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالخوف وأطرافي ترتجف مع خفقان قوي في القلب

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر ٣٠ سنة، طبيعة عملي واختلاطي الكبير مع فئات متعددة من المجتمع توجب علي أن أتصدر الكلام، أو أن أتكلم أمام الجمهور أو الشاشة، لكني ما فعلت ودائماً أتهرب، أشعر بالخوف وأطرافي ترتجف، ومع خفقان قوي في القلب، أتحمل كثيراً من الأعباء بسبب مقدرتي على الاعتذار.

أصحبت في الفترة الأخيرة حاد المزاج، سهل أن أخسر من حولي، وخسرت بعضاً منهم بسبب حدتي، ذهبت لطبيب شخص حالتي بوسواس الكمال، وصرف علاج (ماجريلان ٢٠) حبة يومياً مساء، وLexotanil نصف حبة عند اللزوم، استمريت عليه مدة شهرين، وشعرت بتحسن في المزاج؛ لكن صاحبني التهاب بلعوم مدة تركت الدواء بسببه.

أشعر بحالة غير نفسية غير صحية، يوجد علي كثير من الأعمال، غير قادر على إتمامها، وأحاول التهرب منها، وهمها يلاحقني دائماً، كإتمام مشروع التخرج، وأحاول دائماً إشغال وقتي بأي شيء، وأخرج من البيت!

علماً أني قد مررت بحالة اكتئاب شديد في سن ال١٤ استمرت لأكثر من ٣ أشهر، وتكررت في سن ال٢١ استمرت شهرين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

من الواضح أنه لديك شيء من قلق المخاوف، ومخاوفك في جلها تتكون من ما يعرف بالرهاب الاجتماعي البسيط، لأنك تواجه مشكلة عند المواجهات الاجتماعية، وتظهر لديك تغيرات فسيولوجية تؤدي إلى ارتجاف الأطراف وتسارع في ضربات القلب.

هذا تغير فسيولوجي يصاحب المخاوف، وليس لدليل أبداً على وجود أي مرض عضوي في القلب أو خلافه من الأعضاء الجسدية.

أيها الفاضل الكريم، كما ذكرت وتفضلت أنت شخص لديك نوع من الميول الوسواسي، والاندفاعات العصبية التي تأتيك والصراعات الانفعالية التي تحدثت عنها ربما تكون ناتجة من حالة القلق، وقد يكون لديك اكتئاب ثانوي من النوع البسيط، خاصة أنك ذكرت أنه في عمر ال14 سنة، كانت قد حدثت لك نوبة اكتئابية شديدة.

الحالة -إن شاء الله تعالى- حالة بسيطة في مجملها، كما ذكرت لك تتكون من قلق المخاوف، وكل المطلوب منك هو أن تواجه مصدر خوفك، أن تحقر فكرة الخوف، أن تتواصل اجتماعياً.

هنالك نوع من الأنشطة الاجتماعية من السهل جداً على الإنسان أن ينخرط فيها، وتكون فائدتها العلاجية عظيمة جداً، مثلاً الصلاة مع الجماعة في المسجد، ممارسة أي رياضة جماعية مثل كرة القدم مع مجموعة من الشباب، مشاركة الناس في مناسباتهم، الأعراس، الأفراح، الأتراح.

كل هذا ممكن جداً وسهل جداً، وفائدته العلاجية عظيمة جداً، فأرجو أن ترتب نفسك أن يكون هذا منهجك الاجتماعي، وأعتقد أن الفائدة العلاجية سوف تكون كبيرة جداً.

أيها الفاضل الكريم، حاول أن تعبر عما بداخلك وتتجنب الكتمان، لأن التفريغ النفسي فائدته أيضاً عظيمة لعلاج الخوف والتوتر وسرعة الاستثارة والانفعال.

من المهم من وجهة نظري أن تراجع مع طبيبك، لأن العلاج الدوائي أيضاً مطلوب في حالتك، ومن أفضل الأدوية التي سوف تساعدك العقار الذي يعرف باسم سيرترالين، ويسمى زوالفت تجارياً، وقد تجده تحت مسميات تجارية أخرى في الأردن، هو دواء معروف ودواء ممتاز ودواء فاعل وغير إدماني.

عقار لوكستونين الذي وصف لك فيما مضى هو دواء ممتاز جداً في علاج القلق والتوتر الحاد، لكن يجب على الإنسان أن لا يتناوله لفترة طويلة، لأنه ربما يؤدي إلى نوع من التعود والإدمان.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً