الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تلازمني أفكار سلبية واكتئاب.. هل يؤثر الاكتئاب على المخ؟

السؤال

السلام عليكم.

حصل لي ظرف قبل أربعة أشهر -تقريباً- جعلني أفكر بموضوع بالمستقبل بشكل كبير، ولازمني الخوف من أن هذا الموضوع سيتحقق، وربما يفشل مع الوقت، وفجأة شعرت بألم شديد بصدري ورجفة، ذهبت إلى المستشفى وعملت التحاليل والفحوصات وكانت سليمة، وأخبروني بأن الموضوع نفسي.

ذهبت لطبيب نفسي ووصفت له حالتي، بأن أي تفكير سلبي يُحدث لي ألما في صدري، قد يكون شعورا بالخوف من الموقف الذي أتخيله، فقال: عندك اكتئاب، ووصف لي علاجا اسمه ديبرالكس استخدمته شهرا، وبعدها تم تغيير العلاج إلى سيتالوجن (سيتالوبرام) 20 جرام، استعملته منذ آخر شهر ثمانية ورمضان إلى الآن، وقد زرت الطبيب قبل العيد، وقال إذا لم تتحسن زود الجرعة أصبحت آخذ 30 جرام وزرته قبل يومين، ورفع لي الجرعة إلى 40 جرام، بالإضافة إلى علاج آخر اسمه زيبريكسا 5 جرام، لتعزيز مفعول العلاج الأول.

حالياً أصبحت أخاف من أفكار غريبة كعدم قدرتي على القيام بأمور حياتي، وأني سوف سأصبح عاجزا، مع أن الطبيب قال سوف تذهب مع الوقت، ولكن قرأت بقوقل -وليتني لم أقرأ- أن الاكتئاب يؤثر على المخ، بعدها أصبحت أخاف أكثر، والخوف يزيد الحالة، ويذهب مفعول الدواء، حيث عند التفكير بشكل سلبي أشعر بمثل القشعريرة من مؤخرة رأسي تمتد إلى صدري، فهل فعلاً الشعور الذي أشعر به يؤثر على المخ؟

الموضوع هذا أتعبني جداً، أريد مخرجا أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

معظم الأعراض التي تعاني منها هي أعراض قلق وتوتر، الخوف من المستقبل، الأعراض الجسدية مثل آلام الصدر والرجفة هذه أعراض بدنية للقلق والتوتر، فأنت في المقام الأول تعاني من أعراض قلق وتوتر يا أخي الكريم، وطبعاً الآن القلق والتوتر يعالج بمضادات الاكتئاب، وبالذات من فصيلة الاس أس أر أيز، حتى الأفكار الغريبة بعدم القدرة هي نوع منها، وإن كانت أعراض اكتئابية، فالأعراض الاكتئابية قد تكون مصاحبة للقلق والتوتر هذا من ناحية التشخيص.

أما من ناحية اطلاعك على ما ذكر في جوجل، فأنا أولاً أريد أن ألفت نظرك يا أخي الكريم ليس كل ما يوجد في الشبكة العنكبوتية هو شيء علمي وصحيح مائة بالمائة، فأحياناً تكون هناك معلومات ليست علمية، المعلومات العلمية يجب أن تؤخذ من المواقع، مواقع الجامعات المعروفة، فهي التي تكون حريصة على المعلومات العلمية، هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى ليس هناك الآن شيء ثابت عن العلاقة بين مرض الاكتئاب والتغيرات في المخ، ليس هناك شيء واضح على الإطلاق كل ما هناك تكهنات، والتكهنات أن مرض الاكتئاب قد يكون ناتجا من خلل في بعض المستقبلات العصبية في مخ الإنسان، وهذا يسبب الاكتئاب، وليس العكس أي أن الاكتئاب لا يسبب خللا في المخ، أحياناً الاضطرابات الكيميائية في المخ هي التي تؤدي إلى الاكتئاب يا أخي الكريم.

فالاكتئاب مهما طال ليست هناك دراسات أكيدة تؤكد أن الاكتئاب قد يؤثر في المخ، وفي تركيبة المخ، عليك بالاستمرار في العلاج -يا أخي الكريم- ومتابعة الطبيب باستمرار -وإن شاء الله-ستزول هذه الأعراض.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً