الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف والوسواس بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 21 سنة، منذ انتهاء شهر رمضان وأنا أعاني من الخوف والوسواس، وأريد أن استشير حضرتكم عن حالتي الصحية والنفسية.

بعد رمضان بيومين بينما كنت ألعب في جهازي جاءني خوف ورعب مفاجىء، وبدأت دقات قلبي ترتفع لدرجة مهولة، بعدها ذهبت إلى الطبيب، وقال لي أن كل شيء على ما يرام، وذلك بسبب قلة النوم.

بعدها بأسبوع بينما كنت أجلس أمام الحاسوب جاءتني ضربة قوية في قلبي، هرعت بعدها وخفق قلبي بشدة، ذهبت إلى الطبيب، فأجرى لي تحاليل للدم، وتخطيطاً للقلب، وقال لي إن كل شيء على ما يرام.

بعدها بيومين مباشرة جاءتني الأعراض ذاتها، وكأن شيئاً يضغط على قلبي بشكل متقطع، فذهبت للطبيب مرة أخرى، وعمل لي تخطيطاً مرة أخرى، وقال لي: أن ذلك بسبب العضلات وليس من القلب، والآن أمر بحالة عصيبة من الرعب والخوف، وأضطر لأستيقظ مراراً و تكرار بعد نومي، ويبدأ قلبي بالخفقان، والآن يدي اليسرى تؤلمني كلها بشكل خفيف، ويصل الألم إلى الصدر من الجهة اليسرى، وياتيني بعض الأحيان ألم فوق القلب لمدة ثوان معدودة ويذهب.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد

هذه الحالة التي مرت بك حالة -إن شاء الله- بسيطة، وإن كانت مزعجة بالنسبة لك، الحالة هي حالة نفسية تُسمَّى بنوبة هرع، وهو نوع من القلق النفسي المفاجىء، الذي يأتي دون أي مقدمات، ويظهر بنفس الكيفية التي وصفتها، والآلام الصدرية وتسارع ضربات القلب مع الشعور الشديد بالخوف، وربما شعور تشاؤمي شديد يأتي لبعض الناس للدرجة التي يعتقدون أن أجلهم قد دنا، هذه الحالات كثيرة -كما ذكرتُ لك-، وحالتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة.

كل الإجراءات التي قمت بها هي إجراءات سليمة، أنك تأكدت من حالتك الجسدية، والأطباء نفوا تمامًا وجود أي علة عضوية، لكن أعتقد كان من المفترض أن توجَّه للذهاب إلى طبيب نفسي، لأن الحالة نفسية مائة بالمائة.

العلاج يكون عن طريق مزاولة الرياضة، وبعض التمارين الاسترخائية (2136015)، وأن تتناول أحد الأدوية المضادة لنوبات الهلع وقلق المخاوف، الدواء يُعرف باسم (استالوبرام) هذا اسمه العلمي، واسمه التجاري (سبرالكس) والجرعة المطلوبة في حالتك هي: تبدأ بخمسة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام-، تتناولها بانتظام لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الدواء سليم جدًّا وهذه الجرعة جرعة بسيطة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

إذا لم تتمكن من الذهاب إلى طبيب نفسي، فاعرض هذا الأمر على طبيبك الذي قمتَ بمقابلته، وأوضح له أنك استشرتَ طبيبًا نفسيًا عن طريق المراسلات الالكترونية وقد نصحناك بما ذكرناه لك، وأعتقد أن الطبيب سوف يُوافق تمامًا على الخطة العلاجية التي ذكرناها لك.

الأمر بسيط جدًّا فلا تنزعج له، أما من ناحية الأسباب ففي معظم الحالات لا نجد أسبابًا، لكن هنالك بعض الناس لديهم شخصيات حساسة بعض الشيء، وربما يكون لديهم شيء من الاستعداد الوراثي البسيط لحدوث مثل هذه الحالات، وأنا أرى في استشارتك رقم (2313327) الخاصة بمعاناتك مع الألم المتقطع في اليد اليسرى، ما يدل أنه بالفعل لديك شيء من قلق المخاوف الذي يجعلك عُرضة لمثل هذه الأعراض النفسوجسدية.

أكرر: الحالة بسيطة، أرجو أن تطمئن، لا علاقة لها أبدًا بمرض القلب، عش حياتك بصورة طبيعية، ممارسة الرياضة مهمة جدًّا كما ذكرتُ لك، وحاول أن تنظِّم وقتك، كما أنه سيكون من الجيد أن تُقلل من شُرب الشاي والقهوة إذا كنت من المكثرين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً