الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات الهلع التي أوقفت حياتي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أشكركم على مساعدة المسلمين، وإفادتهم بعلمكم وحبكم للمساعدة.

كنت قد تواصلت معكم منذ فترة وشرحت حالتي أن الاطباء شخصوها بنوبات الهلع، ولكن نصحتموني بأخذ فيتامين (د) بسبب أحد الفحوصات، وقد أخذت فيتامين (د) و multivitamin أيضا، لكن للأسف ما زلت أعاني من النوبات، وزاد عليها الآن ألم في الجهة اليمنى من الرأس، مع تشنج لأعصاب الرأس، أشعر وكأن شيئا ما يمسك رأسي، مع ضيق نفس، وأحيانا أشعر بشيء داخل رأسي ينفض بقوة، مع دوخة وعدم توازن أحيانا، قمت بالكثير من الفحوصات آخرها كان إيكو للقلب، كلها سليمة والحمد لله، لكن لم يطلب لي الأطباء أي فحص للرأس.

نصحوني بالذهاب إلى طبيب أعصاب أو نفسي جيد، أشعر بمعظم الآلام في الجهة اليمنى من جسدي من رأسي إلى أسفل قدمي، الكتف والرقبة، كما لدي مشاكل في الجهاز الهضمي كالانتفاخ الشديد والإمساك والإسهال، وعدم انتظام في عملية الإخراج.

قاموا بإعطائي دواء اسمه deprevix hellas، لكن أعراضه الجانبية كانت شديدة خصوصا ألم الرأس، واضطرابات في الرؤية والسمع، فأوقفته بعد ٨ أيام.

أنا محتار ماذا أفعل؟ مع العلم أنا طالب هندسة، وأخاف من هذه الأدوية أن تؤثر على قدرة العقل، فهل هذا صحيح؟ الناس يقولون أنها تقلل التركيز وتسبب النسيان؟ ولكن أيضا المرض يؤثر سلبا، وقد زرت الكثير من الأطباء، وقد أصبت بالملل منهم! منذ 5 أشهر وأنا أعاني من هذا إلى الآن! كنت رياضيا ومتفوقا في دراستي، كل شيء أصبح سيئا، الآن لم أعد أمارس الرياضة، ولا أعلم كيف سأبدأ العام الدراسي الجديد، بماذا تنصحونني؟ ما هي اقتراحاتكم؟

أشكركم على وقتكم ومساعدتكم، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي الكريم: أنا اطلعتُ على رسالتك بكل حرصٍ، وأؤكد لك – وبصورة قاطعة إن شاء الله تعالى – أنه توجد مؤشِّرات واضحة وجوهرية وصلبة أن أعراضك الجسدية ثانوية وناتجة من قلقٍ نفسي، وهذه الحالات نُسمِّيها بالحالات النفسوجسدية، بمعنى أنه تظهر أعراض جسدية في مظهرها هي عضوية لكن في حقيقتها ليست كذلك، إنما هي ناتجة من الانقباضات والتشنجات العضلية المختلفة التي تنتج من القلق والتوتر النفسي، والقلق والتوتر النفسي ليس من الضروري أن يكون ظاهرًا، قد يكون مختفيًا ومُقنَّعًا ويظهر على هذه الكيفية التي تعاني منها.

هذا الأمر بسيط، وأتفق معك أنه مزعج، لكنّه ليس خطيرًا. اذهب – أيها الفاضل الكريم – إلى الطبيب النفسي ليصف لك أحد الأدوية المضادة للقلق وللتوترات. وإن أردتَّ مني أن أصف لك دواء فأقول لك أن الأدوية سليمة وفاعلة، وأفضل دواء سوف يُساعدك العقار المسمَّى علميًا (سلبرايد) ويُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل)، تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا مساءً – أي كبسولة واحدة – لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

يُضاف إليه دواء آخر يُعرف تجاريًا باسم (زيروكسات CR) ويسمى علميًا باسم (باروكستين) بجرعة 12.5 مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

هذه جرعات بسيطة ومن أدوية سليمة، وهي مفيدة جدًّا بإذن الله تعالى.

الأمر الآخر – وهو ضروري جدًّا -: يجب أن تُحسن إدارة وقتك، وأن تتوقف من التنقل بين الأطباء، هذا مهمٌّ جدًّا – أيها الفاضل الكريم – وأنصحك بممارسة الرياضة باستمرار، وأن تتجنب النوم في أثناء النهار، وتحرص على النوم الليلي المبكر، وأيضًا تجنب الكتمان، حاول أن تفرِّغ عن ما بداخل نفسك بأن تُحسن التعبير في وقت الشيء الذي سمعت له ولم ترتاح له، الاحتقانات النفسية تؤدي إلى توترات نفسية كثيرة، ويجب أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، أنتَ شاب - أيها الفاضل الكريم – أحسِن التواصل الاجتماعي، رفِّه عن نفسك بما هو طيب وحلال، واحرص على أن تؤدي صلاتك في وقتها وأدائها مع الجماعة، يجب أن تكون متفانيًا في بِرِّ والديك... هذا كله – أيها الفاضل الكريم – يفتح لك منافذ علاجية ممتازة لتختفي كل هذه الأعراض التي تُعاني منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك عاجل الشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً